السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4435 باب في فضائل طلحة بن عبيد الله، رضي الله عنه

وقال النووي : (باب من فضائل طلحة والزبير) . انتهى .

قلت : "طلحة" : هو ابن عبيد الله بن عثمان بن عمير، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم : في مرة بن كعب ، ومع أبي بكر الصديق : في كعب بن سعد بن تيم. وكان يقال له : "طلحة الخير" و "طلحة الجود" .

وأمه : "الصعبة" بنت الحضرمي ، أخت العلاء . أسلمت ، وهاجرت ، وعاشت بعد ابنها قليلا . وقتل "طلحة" يوم الجمل ، سنة ست وثلاثين .

[ ص: 333 ] وذكر أن عليا لما وقف على مصرع طلحة بكى ، حتى أخضل لحيته بدموعه ، ثم قال : إني لأرجو أن أكون أنا وأنت ممن قال الله تعالى فيهم : ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين .

وقال عمر "في طلحة" : توفي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو عنه راض .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 188 ج 15، المطبعة المصرية

(عن أبي عثمان، قال: لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأيام، التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم -: غير طلحة، وسعد: عن حديثهما .


(الشرح)

(عن أبي عثمان ، قال : لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : في بعض تلك الأيام) : أيام وقعة "أحد" (التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المشركين : (غير طلحة ، وسعد : عن حديثهما) أي : عن حديث طلحة ، وسعد. وهما حدثاني بذلك . والله أعلم .

[ ص: 334 ] فيه : فضيلة ظاهرة لطلحة ، في ثبات قدمه في المعركة ، مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحراسته النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وفي البخاري ، عن قيس بن أبي حازم ؛ "قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم : قد شلت" بفتح المعجمة . وضمها خطأ ، أو قليل ، أو لغة رديئة .

يعني : لما أراد بعض المشركين : أن يضر به يوم أحد ، فوقاه صلى الله عليه وسلم بيده . "والشلل" نقص في الكف ، وبطلان لعملها .

وفي الترمذي : عن جابر بن عبد الله ؛ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ يقول : "من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض ، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" .

وكان ممن أنزل الله تعالى فيه : فمنهم من قضى نحبه .

وعنده أيضا من حديث علي ؛ قال: سمعت أذني من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ وهو يقول : "طلحة ، والزبير جاراي في الجنة" .

التالي السابق


الخدمات العلمية