السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4428 باب في فضائل سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه

ونحوه في النووي .

وهو سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة. يجتمع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم : في "كلاب بن مرة" . "وأهيب" جد سعد: عم "آمنة" أم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخو أبيها : "وهب" .

وأم سعد : "حمنة" بنت سفيان بن أمية ، بنت عم "أبي سفيان بن حرب" .

و"وقاص" بتشديد القاف . و"سعد" يقال له : "الزهري" .

وبنو زهرة : أخوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لأن أمه "آمنة" منهم . وأقارب الأم : "أخوال" .

[ ص: 344 ] شهد "سعد" : بدرا ، والحديبية ، وسائر المشاهد . وهو أحد الستة الذين جعل عمر فيهم : "الشورى" . وكان مجاب الدعوة ، مشهورا بذلك . تجاب دعوته ، وترجى.

توفي سنة "خمس وخمسين" ، عن ثلاث وثمانين سنة .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 183 ج 15 ، المطبعة المصرية

(عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، أن عائشة قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة: ليلة، فقال: "ليت رجلا صالحا، من أصحابي: يحرسني الليلة!" قالت: فبينا نحن كذلك، سمعنا خشخشة سلاح. فقال: "من هذا؟" . قال: سعد بن أبي وقاص. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جاء بك؟" قال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فجئت أحرسه. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام" . وفي رواية ابن رمح: فقلنا: من هذا؟)


(الشرح)

(عن عائشة ، رضي الله عنها، قالت : سهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ مقدمه المدينة : ليلة ، فقال : "ليت رجلا صالحا ، [ ص: 345 ] من أصحابي : يحرسني الليلة !" قالت : فبينا نحن كذلك ؛ سمعنا خشخشة سلاح) أي : صوت سلاح ، صدم بعضه بعضا . (فقال : "من هذا ؟" قال : سعد بن أبي وقاص . فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "ما جاء بك ؟" قال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فجئت أحرسه ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم نام) .

في هذا الحديث : جواز الاحتراس من العدو ، والأخذ بالحزم ، وترك الإهمال في موضع الحاجة إلى الاحتياط .

قال أهل العلم : وكان هذا ، قبل نزول قوله تعالى : والله يعصمك من الناس . لأنه صلى الله عليه وآله وسلم : ترك الاحتراس ، حين نزلت هذه الآية . وأمر أصحابه : بالانصراف عن حراسته .

وفي الحديث : تصريح بأن هذا ، كان في أول قدومه المدينة .

ومعلوم : أن الآية نزلت بعد ذلك بأزمان .

وفيه : فضيلة ظاهرة لسعد ، ودعاء منه صلى الله عليه وآله وسلم له ، "رضي الله عنه" .

التالي السابق


الخدمات العلمية