السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4444 باب في فضائل أبي عبيدة بن الجراح ، رضي الله عنه

ونحوه في النووي .

و "عبيدة" : بضم العين وفتح الباء . هو عامر بن عبد الله بن الجراح : بتشديد الراء بعد الجيم المفتوحة ، ابن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر . يجتمع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم : في فهر.

وأمه من بني الحارث بن فهر. أسلمت . وقتل أبوه كافرا يوم بدر .

ويقال : إنه هو الذي قتله.

وتوفي "أبو عبيدة" وهو أمير على الشام ، من قبل عمر ، رضي الله عنه: بالطاعون. سنة "ثمان عشرة" .

وكان طويلا نحيفا، أثرم الثنيتين ، خفيف اللحية . "والأثرم" : الساقط الثنية . وسبب "ثرمه" : أنه كان انتزع سهمين ، من جبهة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يوم أحد : بثنيتيه ، فسقطتا .

[ ص: 354 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 192 ج 15، المطبعة المصرية

(عن حذيفة، قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! ابعث إلينا رجلا أمينا. فقال: "لأبعثن إليكم رجلا أمينا: حق أمين، حق أمين" . قال: فاستشرف لها الناس. قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح ) .


(الشرح)

(عن حذيفة ، رضي الله عنه، قال : جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقالوا : يا رسول الله ! ابعث إلينا رجلا أمينا . فقال : "لأبعثن إليكم رجلا أمينا : حق أمين ، حق أمين") .

فيه توكيد . والإضافة فيه ، نحو قوله : إن زيدا لعالم حق عالم ، وجد عالم . أي : عالم حقا ، وجدا . يعني : عالما يبالغ في العلم جدا ، ولا يترك من الجد المستطاع منه شيئا .

(قال : فاستشرف لها الناس) . أي : تطلعوا إلى الولاية ، ورغبوا فيها ، حرصا على أن يكون هو الأمين الموعود في الحديث. لا حرصا على الولاية ، من حيث هي .

(قال : فبعث أبا عبيدة بن الجراح) .

قال النووي : "الأمين" هو الثقة . قال العلماء : الأمانة مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة ، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : خط بعضهم بصفات غلبت عليهم ، وكانوا بها أخص .

[ ص: 355 ] وفي رواية أخرى ؛ عن أنس ، عند مسلم : (أن أهل اليمن ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقالوا ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة ، والإسلام . قال : فأخذ بيد أبي عبيدة ، فقال : "هذا أمين هذه الأمة".

وفي رواية : "إن لكل أمة أمينا . وإن أميننا - أيتها الأمة - : أبو عبيدة بن الجراح.

وحديث الباب : أخرجه البخاري : في "المغازي ، والفضائل" . والترمذي ، والنسائي : في "المناقب" . وابن ماجة : في "السنة" .

التالي السابق


الخدمات العلمية