السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4470 [ ص: 385 ] (باب منه)

وهو في النووي ، في (الباب المذكور) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 204 ج 15 ، المطبعة المصرية

(عن عائشة ، أنها كانت تلعب بالبنات، عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وكانت تأتيني صواحبي، فكن ينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسربهن إلي ) .


(الشرح)

(عن عائشة ) زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، (رضي الله عنها؛ أنها كانت تلعب بالبنات) . وهي التماثيل ، التي تلعب بها الصبيات .

(عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) . قال عياض : فيه جواز اللعب بهن. قال : وهن مخصوصات من الصور المنهي عنها ، لهذا الحديث . ولما فيه : من تدريب النساء في صغرهن لأمر أنفسهن ، وبيوتهن ، وأولادهن .

قال : وقد أجاز العلماء : بيعهن وشراءهن .

[ ص: 386 ] وروي عن مالك : كراهة شرائهن . وهذا محمول على كراهة الاكتساب بها، وتنزيه ذوي المروءات ، عن تولي بيع ذلك ، لا كراهة اللعب . قال: ومذهب جمهور العلماء : جواز اللعب بهن . وقالت طائفة : هو منسوخ بالنهي عن الصور . انتهى .

(قالت : وكانت تأتيني صواحبي ، فكن ينقمعن) أي : يتغيبن حياء (من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهيبة. وقد يدخلن في بيت ونحوه . وهو قريب من الأول . .

(قالت : فكان رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم ؛ يسربهن) بتشديد الراء . أي : يرسلهن (إلي) . وهذا من لطفه صلى الله عليه وآله وسلم ، وحسن معاشرته .

وفيه : فضيلة " عائشة " ، رضي الله عنها ، من حيث سكوته صلى الله عليه وآله وسلم : على هذا اللعب منها ، مع إرسال الصواحب إليها . وقد يسر الله تعالى لأجلها هذه اللعبة للأمة المرحومة . وما هي بأول بركة من بركات آل أبي بكر ، رضي الله عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية