السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4476 (باب منه)

وذكره النووي ، في (الباب الماضي) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 209 ج 15، المطبعة المصرية

(عن ابن شهاب، أخبرني سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم-: أن عائشة "زوج النبي، صلى الله عليه وسلم" قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول -وهو صحيح- "إنه لم يقبض نبي قط، حتى يرى مقعده في الجنة، ثم يخير" .

قالت عائشة : فلما نزل برسول الله، صلى الله عليه وسلم ورأسه على فخذي- غشي عليه ساعة، ثم أفاق، فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: "اللهم! الرفيق الأعلى" .

[ ص: 397 ] قالت عائشة : قلت إذا لا يختارنا.

قالت عائشة : وعرفت الحديث، الذي كان يحدثنا به وهو صحيح، في قوله: "إنه لم يقبض نبي قط، حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يخير"

قالت عائشة : فكانت تلك آخر كلمة، تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوله "اللهم! الرفيق الأعلى"
") .


(الشرح)

(عن عائشة ، رضي الله عنها ؛ قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ يقول - وهو صحيح - : "إنه لم يقبض نبي قط ، حتى يرى مقعده في الجنة ، ثم يخير" قالت عائشة : فلما نزل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - ورأسه على فخذي - : غشي عليه ساعة ، ثم أفاق ، فشخص بصره إلى السقف) بفتح الخاء المعجمة، أي : رفعه إلى السماء ، ولم يطرف .

(ثم قال : "اللهم! الرفيق الأعلى" قالت عائشة : قلت : إذا لا يختارنا . قالت عائشة : وعرفت الحديث ، الذي كان يحدثنا به وهو صحيح ؛ في قوله : "إنه لم يقبض نبي قط ، حتى يرى مقعده من الجنة ، ثم يخير")

وفي رواية أخرى : (قال : كنت أسمع : أنه لن يموت نبي ، حتى [ ص: 398 ] يخير بين الدنيا والآخرة . قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، - في مرضه الذي مات فيه ، وأخذه بحة .. يقول : مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا فظنته خير حينئذ. رواه مسلم.

"وبحة" بضم الباء ، وتشديد الحاء : هي "غلظ في الصوت" .

(قالت عائشة : فكانت تلك آخر كلمة ، تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قوله : "اللهم ! الرفيق الأعلى") .

تقدم الكلام على معنى "الرفيق" وأقول هنا : اللهم ! ارزقنا التكلم بهذه الكلمة الفاضلة ، مع كلمة التوحيد والإخلاص ، عندما تقبضني إليك . وما ذلك بعزيز عليك . فإنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .

وفي هذا الحديث : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : قبض في بيت عائشة ، ورأسه على فخذها . وهذه فضيلة ظاهرة لها "رضي الله عنها" ، وخصيصة كاملة ، لم يشاركها فيها غيرها : من الأزواج المطهرات . وقد دفن أيضا في "حجرة سكونتها" وتلك مزية أخرى .

وذلك فضل الله ، يؤتيه من يشاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية