السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4458 باب فضائل خديجة أم المؤمنين، رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم

ونحوه "في النووي " .

التعريف بأم المؤمنين " خديجة "

" وخديجة " هي بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي : القرشية ، الأسدية . تجتمع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم : في "قصي" . وهي أقرب نسائه إليه في النسب ، وأول خلق الله إسلاما ، [ ص: 502 ] اتفاقا . وكانت له "صلى الله عليه وآله وسلم" : وزير صدق ، عندما بعث . فكان لا يسمع من المشركين شيئا يكرهه (من رد عليه ، وتكذيب له) : إلا فرج الله بها عنه : تثبته ، وتصدقه ، وتخفف عنه ، وتهون عليه ما يلقى من قومه . واختارها الله تعالى له "صلى الله عليه وآله وسلم" ، لما أراد به من كرامته ، وكانت تدعى في الجاهلية : "الطاهرة" .

تزوجها "صلى الله عليه وآله وسلم" : وسنها (خمس وعشرون" سنة ، في قول الجمهور .

وكانت قبله : عند "أبي هالة" بن النباش بن زياد ، التيمي ، حليف "بني عبد الدار" .

وتوفيت - على الصحيح - بعد النبوة : بعشر سنين ، في شهر رمضان .

فأقامت معه "صلى الله عليه وآله وسلم" : خمسا وعشرين سنة .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 198 ج15، المطبعة المصرية

(عن هشام، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: سمعت عليا - بالكوفة - يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خير نسائها: مريم بنت عمران، وخير نسائها: خديجة بنت خويلد" .

قال أبو كريب: وأشار وكيع إلى السماء والأرض

. )
[ ص: 503 ] (الشرح)

( عن عبد الله بن جعفر؛ قال سمعت عليا رضي الله عنهم - بالكوفة - يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : خير نسائها) أي : خير نساء أهل الدنيا - في زمانها - : ( مريم بنت عمران . وخير نسائها) أي : نساء هذه الأمة : ( خديجة بنت خويلد . قال أبو كريب : وأشار وكيع إلى السماء والأرض) .

أراد وكيع بهذه الإشارة : تفسير الضمير في "نسائها" ، وأن المراد به : جميع نساء الأرض . أي : كل من بين السماء والأرض من النساء . والأظهر : أن معناه : أن كل واحدة منهما : خير نساء الأرض في عصرها .

قال النووي : والصحيح الأول.

قال القسطلاني : وأما التفضيل بينهما ، فمسكوت عنه .

وفي حديث عمار بن ياسر : عند البزار ، والطبراني : مرفوعا : "لقد [ ص: 504 ] فضلت خديجة على نساء أمتي ، كما فضلت مريم على نساء العالمين" . قال في الفتح : وهو حسن الإسناد. واستدل به على تفضيل خديجة على عائشة .

وعند النسائي بإسناد صحيح ، وأخرجه الحاكم : من حديث ابن عباس مرفوعا: "أفضل نساء أهل الجنة : خديجة ، وفاطمة ، ومريم ، وآسية" .

التالي السابق


الخدمات العلمية