السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4464 (باب منه)

وذكره النووي ، في (الباب المتقدم) .

[ ص: 508 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 201 ج 15، المطبعة المصرية

(عن عائشة ، قالت: ما غرت على نساء النبي، صلى الله عليه وسلم: إلا على خديجة، وإني لم أدركها.

قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا ذبح الشاة فيقول:
"أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة " . قالت: فأغضبته يوما، فقلت: خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد رزقت حبها")
.


(الشرح)

(عن عائشة ، رضي الله عنها ؛ قالت : ما غرت) بكسر الغين . من "الغيرة" وهي الحمية والأنفة . يقال "رجل غيور . وامرأة غيور" بلا هاء .

لأن "فعولا" يشترك فيه الذكر والأنثى . و "ما" نافية.

(على نساء النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم : إلا على خديجة ) . فيه ثبوت الغيرة ، وأنها غير مستنكر وقوعها من فاضلات النساء ، فضلا عمن دونه . وأن " عائشة " كانت تغار على نسائه صلى الله عليه وآله وسلم ، لكن من " خديجة " أكثر .

(وإني لم أدركها) .

وفي رواية أخرى : "هلكت خديجة قبل أن يتزوجني ، بثلاث [ ص: 509 ] سنين" . تعني : قبل أن يدخل بها ، لا قبل العقد . وإنما كان قبل العقد بنحو "سنة ونصف" .

والمراد : لو كانت الآن موجودة : لكانت غيرتي أقوى .

(قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ) .

وفي رواية أخرى : "إن كان لي الشاة ، ثم يهديها إلى خلائلها" أي : "صدائقها" . جمع "خليلة" ، وهي "الصديقة" .

وفي البخاري : "فيهدي في خلالها منها" أي : من الشاة "ما يسعهن" . أي : يكفيهن .

وفي لفظ : "يتسع لهن" .

وفي آخر : "يشبعهن" .

[ ص: 510 ] وهذا أيضا من أسباب الغيرة ، لما فيه : من الإشعار باستمرار حبه لها ، حتى كان يتعاهد أصدقاءها .

(قالت : فأغضبته يوما ، فقلت : خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني قد رزقت حبها) .

فيه : إشارة إلى أن حبها "فضيلة حصلت" .

وفي رواية أخرى عنها ، عند مسلم : (قالت : ما غرت على امرأة من نسائه : ما غرت على خديجة ، لكثرة ذكره إياها ، وما رأيتها قط) . زاد البخاري : "وما ذبح الشاة ، ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة ، فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول : إنها كانت ، وكانت . وكان لي منها ولد" .

التالي السابق


الخدمات العلمية