السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4514 (باب منه)

وهو في النووي، في (الباب المتقدم).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي، ص 22، 23 ج 16، المطبعة المصرية

(عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: أهديت لرسول الله، صلى الله عليه وسلم حلة حرير، فجعل أصحابه يلمسونها، ويعجبون من لينها.

فقال:
"أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ -في الجنة-: خير منها، وألين")
.


(الشرح)

(عن البراء، رضي الله عنه) قال: أهديت لرسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: حلة حرير).

[ ص: 574 ]

وفي الرواية الأخرى: "ثوب حرير".

وفي الأخرى: "جبة".

قال عياض: رواية "الجبة" بالجيم والباء؛ لأنه كان ثوبا واحدا، كما صرح به في الرواية الأخرى. والأكثرون يقولون: "الحلة لا تكون إلا ثوبين، يحل أحدهما على الآخر. فلا يصح "الحلة" هنا. وأما من يقول: "الحلة": ثوب واحد جديد، قريب العهد بحله من طيه فيصح. وقد جاء في "كتب السير": أنها كانت: "قباء".

(فجعل أصحابه يلمسونها) بضم الميم وكسرها. (ويعجبون من لينها. فقال: "أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ -في الجنة-: خير منها وألين").

"المناديل": جمع "منديل" بكسر الميم في المفرد. وهو هذا الذي يحمل في اليد. قال ابن الأعرابي وابن فارس وغيرهما: هو مشتق من "الندل" وهو النقل؛ لأنه ينقل من واحد إلى واحد.

وقيل من "الندل" وهو الوسخ؛ لأنه يندل به.

[ ص: 575 ]

قال أهل العربية: يقال منه: "تندلت بالمنديل".

قال الجوهري: ويقال أيضا: "تمندلت". قال: وأنكر الكسائي: "تمندلت".

قال العلماء: هذه إشارة إلى عظيم منزلة سعد في الجنة. وأن أدنى ثيابه فيها خير من هذه؛ لأن "المنديل": أدنى الثياب؛ لأنه معد للوسخ والامتهان، فيمسح به الأيدي، وينفض به الغبار عن البدن، ويغطى به ما يهدى، ويتخذ لفافا للثياب، فصار سبيله سبيل الخادم، وسبيل سائر الثياب سبيل المخدوم، فإذا كان أدناها هكذا فما ظنك بعليتها؟!

وفيه: إثبات الجنة لسعد، رضي الله عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية