السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4543 (باب منه)

وهو في النووي، في (الباب المتقدم).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 46 ج 16، المطبعة المصرية

(عن مسروق، قال: دخلت على عائشة، وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا -يشبب بأبيات له- فقال:

[ ص: 625 ]


حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل



فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك.

قال مسروق: فقلت لها: لم تأذنين له يدخل عليك؟ وقد قال الله:
والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم .

فقالت: فأي عذاب أشد من العمى؟ إنه كان ينافح -أو يهاجي- عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم).



(الشرح)

(عن مسروق؛ قال: دخلت على عائشة، رضي الله عنها، وعندها حسان بن ثابت، ينشدها شعرا -يشبب بأبيات له-) أي: يتغزل. كذا فسره في "المشارق".

(فقال):


حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل



"حصان" بفتح الحاء: أي: محصنة عفيفة.

و"رزان": كاملة العقل. ورجل رزين.

و"ما تزن" أي: ما تتهم. يقال: "زننته، وأزننته" إذا ظننت به خيرا أو شرا.

و"غرثى" بفتح العين. أي: جائعة. ورجل غرثان. معناه: لا تغتاب الناس؛ لأنها لو اغتابتهم: شبعت من لحومهم.

[ ص: 626 ]

(فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك. قال مسروق: فقلت لها: لم تأذنين له، يدخل عليك؟ وقد قال الله: والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ). فقالت: فأي عذاب أشد من العمى؟ فقالت: إنه كان ينافح) أي: يدافع، ويناضل. (-أو يهاجي- عن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم).

وفي رواية قالت: "كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".

التالي السابق


الخدمات العلمية