السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4578 [ ص: 646 ] باب في فضل قريش والأنصار وغيرهم

وقال النووي: (باب من فضائل غفار، وأسلم، وجهينة، وأشجع، ومزينة، وتميم، ودوس، وطيئ).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي، ص 74 ج 16، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "قريش، والأنصار، ومزينة، وجهينة، وأسلم، وغفار، وأشجع: موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله").


(الشرح)

(عن أبي هريرة، رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: قريش) بالصرف على الأصح؛ على إرادة "الحي" ويجوز عدمه على إرادة القبيلة.

(التعريف بقريش)

وهم من ولد "النضر بن كنانة" وهو الصحيح. أو من ولد: "فهر بن مالك بن النضر" وهو قول الأكثر.

وأول من نسب إلى قريش: "قصي بن كلاب" وقيل غير ذلك.

وقيل: سموا باسم دابة في البحر، من أقوى دوابه؛ لقوتهم.

[ ص: 647 ]

والتصغير للتعظيم.

(والأنصار): جمع "ناصر" كالأصحاب جمع "صاحب" ويقال: جمع "نصير" كشريف وأشراف. والنسبة: "أنصاري". وليس نسبة لأب ولا لأم، بل سموا بذلك؛ لما فازوا به -دون غيرهم- من نصرته، صلى الله عليه وآله وسلم، وإيوائه، وإيواء من معه، ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم.

وكان القياس أن يقال: "ناصري" فقالوا: "أنصاري" كأنهم جعلوا الأنصار: "اسم الحي".

ولا يقال: الأنصار "جمع قلة" فلا يكون لما فوق العشرة (وهم ألوف)؛ لأنا نقول: جمعا القلة والكثرة إنما يعتبران في نكرات الجموع. أما في المعارف فلا فرق بينهما.

(التعريف بالأنصار)

و"الأنصار" هم ولد "الأوس والخزرج" وحلفاؤهم: أبناء "حارثة بن ثعلبة، وهو اسم إسلامي. واسم أمهم: "قيلة" بفتح القاف.

[ ص: 648 ]

(التعريف بمزينة، وجهينة، وأسلم، وغفار، وأشجع)

(ومزينة) بضم الميم: اسم "امرأة عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر". وهي مزينة بنت كلب بن وبرة. منهم: عبد الله بن مغفل المزني.

(وجهينة): بضم الجيم "ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم" بضم اللام. منهم: "عقبة بن عامر الجهني" (وأسلم، وغفار، وأشجع) بن ريث -بفتح الراء- بن غطفان بن سعد بن قيس.

فهذه قبائل خمس من مضر.

(موالي) بتشديد الياء. أي: "أنصاري" ويروى بالتخفيف.

(ليس لهم مولى دون الله ورسوله) أي: غيرهما. وهذه الجملة مقررة للجملة الأولى، على الطرد والعكس.

وتفضيل هذه القبائل؛ لسبقهم إلى الإسلام، وآثارهم فيه.

[ ص: 649 ]

وفيه: فضيلة ظاهرة لهؤلاء السبعة؛ لأنهم كانوا أسرع دخولا في الإسلام.

والحديث له طرق وألفاظ.

منها: "موال دون الناس، والله ورسوله مولاهم" أي: وليهم، والمتكفل بهم وبمصالحهم. وهم مواليه. أي: ناصروه.

التالي السابق


الخدمات العلمية