السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4590 باب في نساء قريش

ولفظ النووي: (باب من فضائل نساء قريش).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي، ص 80 ج16، المطبعة المصرية

(عن ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول: "نساء قريش، خير نساء ركبن الإبل؛ أحناه على طفل، وأرعاه على زوج في ذات يده".

قال: يقول أبو هريرة -على إثر ذلك-: ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط).


(الشرح)

(عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، يقول: نساء قريش خير نساء ركبن الإبل) أي: [ ص: 650 ] نساء العرب. (أحناه) أي: أشفقه (على طفل، وأرعاه على زوج في ذات يده).

فيه: فضيلة نسائها، وفضل هذه الخصال؛ وهي الحنوة على الأولاد، والشفقة عليهم، وحسن تربيتهم، والقيام عليهم إذا كانوا يتامى.

"والحانية على ولدها": هي التي تقوم عليهم بعد يتمهم، فلا تتزوج، فإن تزوجت فليست بحانية، ونحو ذلك من مراعاة حق الزوج: في ماله، وحفظه، والأمانة فيه، وحسن تدبيره -في النفقة وغيرها- وصيانته، ونحو ذلك.

ومعنى "ذات يده": أي: شأنه المضاف إليه.

(قال: يقول أبو هريرة -على إثر ذلك-: ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط).

المقصود: أن نساء قريش خير نساء العرب، وقد علم أن العرب خير من غيرهم في الجملة.

وأما الأفراد فيدخل بها الخصوص.

والحديث له ألفاظ.

[ ص: 651 ]

منها: "خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش؛ أحناه على ولد في صغره" وفي لفظ: "أحناه على يتيم في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده".

التالي السابق


الخدمات العلمية