السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4588 باب : تجدون الناس معادن

ولفظ النووي : (باب خيار الناس) .

(حديث الباب)



وهو بصحيح مسلم النووي ، ص78 ،79 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "تجدون الناس معادن ؛ فخيارهم في الجاهلية : خيارهم في الإسلام -إذا فقهوا- . وتجدون من خير الناس في هذا الأمر : أكرههم له -قبل أن يقع فيه- .

وتجدون من شرار الناس : ذا الوجهين ؛ الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه"
) .


[ ص: 17 ] (الشرح)

(عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : تجدون الناس معادن ؛ فخيارهم في الجاهلية : خيارهم في الإسلام -إذا فقهوا-) بضم القاف على المشهور . وحكي كسرها . أي : صاروا فقهاء ، علماء .

"والمعادن" : الأصول . وإذا كانت الأصول شريفة : كانت الفروع كذلك غالبا .

والفضيلة -في الإسلام- : بالتقوى . لكن إذا انضم إليها شرف النسب : ازدادت فضلا .

ومعنى الحديث : أن أصحاب المروءات ومكارم الخلال ، في الجاهلية -إذا أسلموا وفقهوا- : فهم خير الناس .

(وتجدون من خير الناس في هذا الأمر : أكرههم له -قبل أن يقع فيه-) .

قال عياض : يحتمل أن المراد به : الإسلام . كما كان من عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسهيل بن عمرو ، وغيره من مسلمة الفتح ، وغيرهم ، ممن كان يكره الإسلام كراهية شديدة . فلما دخل فيه : أخلص ، وأحبه ، وجاهد فيه حق جهاده .

[ ص: 18 ] قال : ويحتمل أن المراد بالأمر هنا ؛ الولايات . لأنه إذا أعطيها من غير مسألة : أعين عليها .

قلت : ولا مانع من إرادة هذين الاحتمالين معا .

(وتجدون من شرار الناس : ذا الوجهين ؛ الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه) سببه ظاهر ؛ لأنه نفاق محض ، وكذب ، وخداع ، وتحيل على اطلاعه على أسرار الطائفتين . وهو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها . ويظهر لها أنه منها ، في خير أو شر . وهي مداهنة محترمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية