السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4615 باب في ذكر مصر وأهلها

وقال النووي (باب وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بأهل مصر) .

[ ص: 32 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص97 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنكم ستفتحون مصر ، وهي أرض ، يسمى فيها القيراط . فإذا فتحتموها : فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذمة ورحما -أو قال : ذمة وصهرا- فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها ، في موضع لبنة : فاخرج منها" . قال : فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة : يختصمان في موضع لبنة ، فخرجت منها ) .


(الشرح)

(عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنكم ستفتحون مصر ، وهي أرض ، يسمى فيها القيراط . فإذا فتحتموها ، فأحسنوا إلى أهلها) .

وفي رواية أخرى : "فاستوصوا بأهلها خيرا" . (فإن لهم ذمة ورحما . أو قال : ذمة وصهرا) .

قال أهل العلم : "القيراط" : جزء من أجزاء الدينار ، والدرهم ، وغيرهما . وكان أهل مصر يكثرون من استعماله ، والتكلم به .

وأما "الذمة" فهي الحرمة ، والحق . وهي هنا بمعنى : "الذمام" .

وأما "الرحم" : فلكون هاجر "أم إسماعيل" منهم .

[ ص: 33 ] وأما "الصهر" : فلكون مارية "أم إبراهيم" منهم .

(فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها ، في موضع لبنة ، فاخرج منها . قال : فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة ، وأخاه ربيعة ، يختصمان : في موضع لبنة ، فخرجت منها) .

في هذا الحديث : معجزات ظاهرة ، لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛

منها إخباره بأن الأمة ، تكون لهم قوة وشوكة بعده ، بحيث يقهرون العجم والجبابرة .

ومنها : أنهم يفتحون مصر .

ومنها : تنازع الرجلين في موضع اللبنة .

ووقع كل ذلك . ولله الحمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية