السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4655 باب في المتحابين في الله ، عز وجل

وقال النووي : (باب فضل الحب في الله تعالى) .

[ ص: 83 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص123 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يقول -يوم القيامة- أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي ، يوم لا ظل إلا ظلي" ) .


(الشرح)

(عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله عز وجل ، يقول يوم القيامة) .

قال النووي : فيه : دليل لجواز قول الإنسان : "الله يقول" . وهو الصواب ، الذي عليه العلماء كافة ، إلا ما حكي عن بعض السلف : من كراهة ذلك ، وأنه لا يقال : "يقول الله" . بل يقال : "قال الله" .

وقد جاء بجوازه القرآن ، في قوله تعالى : والله يقول الحق . وأحاديث كثيرة صحيحة .

(أين المتحابون بجلالي ؟) أي : بعظمتي وطاعتي لا للدنيا .

(اليوم أظلهم في ظلي ، يوم لا ظل إلا ظلي) .

قال النووي : أي أنه لا يكون من له ظل "مجازا" ، كما في الدنيا . وجاء في صحيح مسلم : "ظل عرشي" .

[ ص: 84 ] قال عياض : ظاهره أنه في ظله ؛ من الحر والشمس ، ووهج الموقف ، وأنفاس الخلق . قال : وهذا قول الأكثرين . وقال عيسى بن دينار معناه : كفه من المكاره ، وإكرامه ، وجعله في كنفه وستره . ومنه قولهم : السلطان ظل الله في الأرض .

وقيل : يحتمل أن الظل هنا ، عبارة عن الراحة والنعيم . يقال : "هو في عيش ظليل" . أي طيب . انتهى .

والأولى -في مثل هذه المواضع- هو التفويض ، لا التأويل .

التالي السابق


الخدمات العلمية