السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4685 [ ص: 99 ] باب : المؤمنون كرجل واحد ، في التراحم والتعاطف

وهو في النووي ، في (الباب المتقدم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص140 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن النعمان بن بشير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ) .


(الشرح)

(عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "مثل المؤمنين في توادهم") أي : تواصلهم الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي .

(وتراحمهم) بأن يرحم بعضهم بعضا بأخوة الإسلام لا بسبب آخر .

(وتعاطفهم) بأن يعين بعضهم بعضا ، كما يعطف طرف الثوب عليه .

(مثل الجسد) بالنسبة إلى جميع أعضائه . و"مثل" بفتحتين .

(إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد) أي : دعا بعضه بعضا ، إلى المشاركة في ذلك .

ومنه قوله : "تداعت الحيطان" أي : تساقطت . أو قربت من التساقط .

[ ص: 100 ] (بالسهر) : لأن الألم يمنع النوم . (والحمى) : لأن فقد النوم يثيرها .

والحاصل : أن مثل الجسد -في كونه إذا اشتكى بعضه اشتكى كله- كالشجرة ، إذا ضرب غصن من أغصانها اهتزت كلها بالتحرك والاضطراب .

وفيه : جواز التشبيه وضرب الأمثال لتقريب المعاني للأفهام .

وفيه : الحث على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثم ولا مكروه .

التالي السابق


الخدمات العلمية