السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4762 باب : مثل الجليس الصالح

وقال النووي : (باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص178 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "إنما مثل الجليس الصالح ، والجليس السوء كحامل المسك ، ونافخ الكير ؛ فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة . ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة" ) .


[ ص: 108 ] (الشرح)

(عن أبي موسى رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ؛ فحامل المسك : إما أن يحذيك) أي : يعطيك .

وفيه : طهارة المسك واستحبابه وجواز بيعه . وقد أجمع العلماء على جميع هذا . ولم يخالف فيه من يعتد به . ونقل عن الشيعة نجاسته .

قال النووي : والشيعة لا يعتد بهم في الإجماع . ومن الدلائل على طهارته : الإجماع ، وهذا الحديث . وهو قوله : (وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة) . والنجس لا يصح بيعه . ولأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يستعمله في بدنه ورأسه ، ويصلي به ، ويخبر أنه أطيب الطيب . ولم يزل المسلمون على استعماله ، وجواز بيعه .

قال عياض : وما روي من كراهة العمرين له ، فليس فيه نص منهما على نجاسته . ولا صحت الرواية عنهما بالكراهة ، بل صحت قسمة عمر بن الخطاب المسك على نساء المسلمين . والمعروف عن ابن عمر استعماله . والله أعلم .

(ونافخ الكير . إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة) .

فيه : تمثيل الجليس الصالح بحامل المسك ، والجليس السوء بنافخ الكير .

[ ص: 109 ] وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب والتقوى والدين ، والنهي عن مجالسة أهل الشر والبدع والمحدثات والتقليد والفسق والعصيان والفجور ومن يغتاب الناس ، أو يكثر فسوقه وبطالته وما لا يعنيه ، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة .

التالي السابق


الخدمات العلمية