السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4756 باب في الوصية بالجار

وزاد النووي : (والإحسان إليه) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص176 ج16 المطبعة المصرية

(عن عمرة ؛ أنها سمعت عائشة تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : "ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه : ليورثنه" ) .


(الشرح)

(عن عائشة رضي الله عنها ، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : لا زال جبريل يوصيني بالجار) : مسلما كان أو كافرا ، عابدا كان أو فاسقا ، صديقا أو عدوا ، غريبا أو [ ص: 110 ] بلديا ، ضارا أو نافعا ، قريبا أو أجنبيا ، قريب الدار أو بعيدها .

(حتى ظننت أنه : ليورثنه) أي : أنه يأمرني عن الله بتوريث الجار من جاره . بأن يجعله مشاركا في المال مع الأقارب بسهم يعطاه .

وفي البخاري ، من حديث جابر ؛ بلفظ : "حتى ظننت أنه يجعل له ميراثا" .

وفي حديث جابر ، عند الطبراني ؛ رفعه : "الجيران ثلاثة : جار له حق" وهو المشرك : له حق الجوار ، وجار له حقان وهو المسلم له حق الجوار وحق الإسلام ، وجار له ثلاثة حقوق جار مسلم له رحم له حق الجوار والإسلام والرحم .

وبالجملة ؛ فيه الوصية بالجار ، وبيان عظم حقه ، وفضيلة الإحسان إليه .

ويحصل امتثال الوصية بإيصال ضروب الإحسان إليه بحسب الطاقة كالهدية ، والسلام وطلاقة الوجه عند لقائه ، وتفقد حاله ، ومعاونته فيما يحتاج إليه ، وكف أسباب الأذى عنه : على اختلاف أنواعه ؛ حسية كانت ، أو معنوية .

التالي السابق


الخدمات العلمية