السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4753 باب في المتألي على الله عز وجل

ولفظ النووي : (باب النهي عن تقنيط الإنسان ، من رحمة الله تعالى) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص174 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن جندب ؛ أن رجلا ، قال : والله ! لا يغفر الله لفلان . وإن الله قال : من ذا الذي يتألى علي : أن لا أغفر لفلان . فإني قد غفرت لفلان ، وأحبطت عملك" . أو كما قال ) .


(الشرح)

(عن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ؛ حدث : "أن رجلا -لم يسم- قال : والله ! لا يغفر الله [ ص: 121 ] لفلان . وإن الله قال : من ذا الذي يتألى علي) أي : يحلف . والألية : اليمين . (أن لا أغفر لفلان . فإني قد غفرت لفلان ، وأحبطت عملك ، أو كما قال) .

فيه : دلالة لمذهب أهل السنة : في غفران الذنوب ، بلا توبة -إذا شاء الله غفرانها- واحتجت المعتزلة به ، في إحباط الأعمال : بالمعاصي الكبائر . ومذهب أهل السنة : أنها لا تحبط ، إلا بالكفر .

ويتأول حبوط عمل هذا ، على أنه : أسقطت حسناته في مقابلة سيئاته . وسمي "إحباطا" : مجازا .

ويحتمل : أنه جرى منه أمر آخر أوجب الكفر .

ويحتمل : أن هذا كان في شرع من قبلنا . وكان هذا حكمهم ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية