السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4689 باب في العفو

وقال النووي : (باب استحباب العفو والتواضع) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص141 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" ) .


[ ص: 124 ] (الشرح)

(عن أبي هريرة رضي الله عنه ؛ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ما نقصت صدقة من مال) ذكروا فيه وجهين ؛

أحدهما : معناه : أنه يبارك فيه ، ويدفع عنه المضرات فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية . وهذا مدرك بالحس والعادة .

والثاني : أنه -وإن نقصت صورته- ، كان في الثواب المرتب عليه : جبر لنقصه ، وزيادة إلى أضعاف كثيرة .

(وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا) .

فيه أيضا وجهان ؛

أحدهما : أنه على ظاهره . وأن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزه وإكرامه .

والثاني : أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك .

(وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) فيه أيضا وجهان ؛

أحدهما : يرفعه في الدنيا ، ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة . ويرفعه الله عند الناس ، ويجل مكانه .

والثاني : أن المراد ثوابه في الآخرة ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا .

قال العلماء : وهذه الأوجه في الألفاظ الثلاثة موجودة في العادة ، معروفة . وقد يكون المراد الوجهين معا في جميعها -في الدنيا والآخرة- . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية