السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4641 باب النهي عن التحاسد ، والتباغض ، والتدابر

وقال النووي : (باب تحريم الهجرة فوق ثلاثة أيام ، بلا عذر شرعي) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص115 ج16 المطبعة المصرية

(عن أنس بن مالك ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا . وكونوا عباد الله إخوانا . ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" ) .


(الشرح)

(عن أنس بن مالك رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا) .

سبق شرح هذا القدر من هذا الحديث ، في "باب : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله" .

[ ص: 141 ] (ولا يحل لمسلم : أن يهجر أخاه فوق ثلاث) .

قال العلماء : في هذا الحديث : تحريم الهجرة بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال . وإباحتها في الثلاث الأول بنص الحديث ، والثاني : بمفهومه .

قالوا : وإنما عفي عنها في الثلاث ، لأن الآدمي مجبول على الغضب وسوء الخلق ، ونحو ذلك ، فعفي عن الهجرة في الثلاثة ليذهب ذلك العارض . وقيل : إن الحديث لا يقتضي إباحة الهجرة في الثلاثة . وهذا على مذهب من يقول : لا يحتج بالمفهوم ودليل الخطاب .

وفي القسطلاني : تخصيص "الأخ" بالذكر إشعار بالعلية ، ومفهومه : أنه إن خالف هذه الشريطة ، وقطع هذه الرابطة : جاز هجرانه فوق ثلاثة . فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة على ممر الأوقات ، ما لم تظهر التوبة والرجوع إلى الحق .

التالي السابق


الخدمات العلمية