السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5035 باب : مع كل إنسان شيطان

وهو في النووي ، في (الباب المتقدم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص158 ج17 ، المطبعة المصرية

(عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، خرج من عندها ليلا . قالت : فغرت عليه . فجاء ، فرأى ما أصنع . فقال : ما لك ؟ يا عائشة ! أغرت ؟" فقلت : وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "أقد جاءك شيطانك ؟" قالت : يا رسول الله ! أو معي شيطان ؟ قال : "نعم" قلت : ومع كل إنسان ؟ قال : "نعم" قلت : ومعك ؟ يا رسول الله ! قال : "نعم ولكن ربي أعانني عليه ، حتى أسلم" ) .

وفي حديث آخر ، عن ابن مسعود ، يرفعه : "ما منكم من أحد ، إلا [ ص: 151 ] وقد وكل به قرينه من الجن" . قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ ! قال : "وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه ، فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير") .


(الشرح)

و"أسلم" : برفع الميم ، وفتحها . هما روايتان مشهورتان ؛

ومعنى الرفع : "أسلم أنا" من شره ، وفتنته .

ومعنى الفتح : أن القرين أسلم من الإسلام ، وصار مؤمنا .

واختلفوا في الأرجح منهما ؛

فقال الخطابي : الصحيح المختار منهما : الرفع .

ورجح القاضي عياض الفتح ، وهو المختار لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : "فلا يأمرني إلا بخير" .

واختلفوا على رواية الفتح ؛

فقيل : أسلم بمعنى : استسلم وانقاد . وقد جاء هكذا في غير مسلم .

وقيل : معناه : صار مسلما مؤمنا . وهذا هو الظاهر .

قلت : ولا مانع من إرادة الجميع .

قال عياض : إن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشيطان (في جسمه ، وخاطره ، ولسانه) .

وفي الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ، ووسوسته ، وإغوائه . فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان .

التالي السابق


الخدمات العلمية