السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4718 باب في النميمة

وقال النووي : (باب تحريم النميمة) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص159 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن عبد الله بن مسعود ، قال : إن محمدا صلى الله عليه وسلم ، قال : "ألا أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس" . وإن محمدا صلى الله عليه وسلم ، قال : "إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا ، ويكذب حتى يكتب كذابا" ) .


(الشرح)

(عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : إن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : "ألا أنبئكم ما العضه ؟") .

هذه اللفظة ، رووها على وجهين ؛

أحدهما : "العضه" بكسر العين ، وفتح الضاد المعجمة . على وزن "العدة والزنة" .

[ ص: 156 ] والثاني : "العضه" بفتح العين ، وإسكان الضاد . على وزن : "الوجه" . قال النووي : وهذا الثاني هو الأشهر : في روايات بلادنا . والأشهر : في كتب الحديث ، وكتب غريبه .

والأول : أشهر ، في كتب اللغة . ونقل عياض أنه رواية أكثر شيوخهم .

وتقدير الحديث -والله أعلم- : ألا أنبئكم ما "العضه" : الفاحش ، الغليظ التحريم ؟ (هي النميمة القالة بين الناس) .

وقال القسطلاني : هي نقل كلام بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد .

وقيل : هي كشف ما يكره كشفه . وهذا شامل لما يكرهه المنقول عنه ، أو المنقول إليه ، أو غيرهما . وسواء كان بالقول أو الكتابة أو الرمز أو الإيماء .

(وإن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : "إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا ، ويكذب حتى يكتب كذابا) .

وسيأتي الكلام ، في معنى الصدق والكذب ، إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية