السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4702 باب الكراهية للرجل : أن يكون لعانا

وهو في النووي ، في (الباب المتقدم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص149 ج16 ، المطبعة المصرية

(حفص بن ميسرة ؛ عن زيد بن أسلم : أن عبد الملك بن مروان ؛ بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده . فلما أن كان ذات ليلة : قام عبد الملك من الليل ؛ فدعا خادمه ، فكأنه أبطأ عليه ، فلعنه . فلما أصبح ، قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة ، لعنت خادمك -حين دعوته- ، فقالت : سمعت أبا الدرداء ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ "لا يكون اللعانون شفعاء ، ولا شهداء يوم القيامة" .

وفي رواية هشام بن سعد ؛ عن زيد بن أسلم ، وأبي حازم : عن أم الدرداء ؛ عن أبي الدرداء : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ يقول : "إن اللعانين ، لا يكونون شهداء ، ولا شفعاء -يوم القيامة-" ) .


[ ص: 192 ] (الشرح)

(عن أبي الدرداء ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يقول : "إن اللعانين ، لا يكونون شهداء ، ولا شفعاء ، يوم القيامة) .

فيه : الزجر عن اللعن ، وأن من تخلق به كالرافضة وغيرهم : لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة ، لأن اللعنة "في الدعاء" يراد بها : الإبعاد من رحمة الله تعالى . وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى : بالرحمة بينهم ، والتعاون على البر والتقوى ، وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وكالجسد الواحد ، وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه .

فمن دعا على أخيه المسلم من حي ، أو ميت باللعنة "وهي الإبعاد من رحمة الله" فهو من نهاية المقاطعة والتدابر . وهذا غاية ما يوده المسلم للكافر ، ويدعو عليه . ولهذا جاء في الحديث الصحيح : "لعن المؤمن كقتله" . لأن القاتل : يقطعه عن منافع الدنيا ، وهذا : يقطعه عن نعيم الآخرة ، ورحمة الله تعالى .

وقيل : معنى "لعنه كقتله" : في الإثم . وهذا أظهر .

ومعنى حديث الباب : لا يشفعون يوم القيامة -حين يشفع المؤمنون- في إخوانهم الذين استوجبوا النار .

[ ص: 193 ] "ولا شهداء" . فيه ثلاثة أقوال أصحها ، وأشهرها : لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم : بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات .

والثاني : لا تقبل شهادتهم في الدنيا ، لفسقهم .

والثالث : لا يرزقون الشهادة ، وهي القتل في سبيل الله .

قاله النووي . وأقول : لا مانع من إرادة الجميع . وأكثر الأمة لعنة -على غيرهم : من السلف الصالح ، وغيرهم- : زمرة الشيعة الشنيعة . وهم محرومون عن هذه الصفات المحمودة بنص هذا الحديث الصحيح . وأن هذا اللعن منهم -قاتلهم الله !- على الصحابة وغيرهم : كقتلهم في الإثم . وقاتل الصحابة : كافر بلا ريب . وهذا يشير : إلى كفر الشيعة ، ويدل له ، قوله سبحانه : ليغيظ بهم الكفار وغيظ هؤلاء القوم : على سلف الأمة ، وأئمتها : بمكان لا يخفى . عصمنا الله سبحانه عن شيمتهم ، وأعاد عليهم شتمهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية