السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4704 (باب منه)

وذكره النووي : في (الباب الذي غبر)

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص150 ج16 ، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال : "إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة" ) .


[ ص: 194 ] (الشرح)

فيه : أن الدعاء على أحد : نوع من اللعنة . وقد ورد النهي عنها ، في أحاديث صحيحة ، كثيرة ، طيبة ؛

منها : حديث "أبي الدرداء" ، المذكور في الباب المتقدم ، وهذا الحديث ، وحديث آخر بلفظ ، قال : "لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا" .

وإنما قال : "لعانا ، واللعانين" بصيغة التكثير ، ولم يقل : "لاعنا ، واللاعنين" : لأن هذا الذم ، والنهي ، والإنكار : في هذه الأحاديث : إنما هو لمن كثر منه اللعن ، لا لمرة ، ونحوها . ولأنه يخرج منه أيضا : اللعن المباح . وهو الذي ورد الشرع به . وهو لعنة الله على الكاذبين ، وعلى الظالمين . ولعن الله اليهود ، والنصارى . لعن الله الواصلة ، والمستوصلة ، والواشمة ، والمستوشمة . وشارب الخمر ، وآكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهديه . والمصورين . ومن انتمى إلى غير أبيه ، وتولى غير مواليه . وغير منار الأرض . وغيرهم : ممن هو مشهور في الأحاديث الصحيحة .

"وآخر حديث الباب يدل له ، قوله سبحانه : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين . ولا ريب : أنه صلى الله عليه وآله وسلم ، رحمة عامة ، تامة ، مهداة من الرحمن الرحيم إلى الناس ، والخلق كافة ، أجمعين .

[ ص: 195 ] اللهم ! ارزقنا ، وجميع المسلمين : نصيبا كاملا من هذه الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ، ورحمتك التي سبقت غضبك .

التالي السابق


الخدمات العلمية