السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4675 (باب منه)

وهو في النووي، في «باب تحريم الظلم».

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 134 ج16، المطبعة المصرية

(عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم») . .


(الشرح)

(عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما: أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) .

[ ص: 326 ] قال عياض: قيل: هو على ظاهره، فيكون ظلمات على صاحبه، لا يهتدي يوم القيامة سبيلا، حتى يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم.

ويحتمل: أن الظلمات هنا الشدائد، وبه فسروا قوله تعالى: قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر أي: شدائدهما.

ويحتمل: أنها عبارة عن الأنكال والعقوبات. انتهى.

وأقول: لا مانع من إرادة الجميع؛ فإن الظالم يستحق بجميع ذلك.

(واتقوا الشح؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم) .

قال عياض: يحتمل أن هذا الهلاك هو الهلاك الذي أخبر عنهم به في الدنيا، بأنهم سفكوا دماءهم، كما قال: (حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم) .

ويحتمل: أنه هلاك الآخرة. قال: وهذا الثاني أظهر.

ويحتمل: أنه أهلكهم في الدنيا والآخرة.

(معنى الشح)

قال جماعة: «الشح»: أشد البخل، وأبلغ في المنع من البخل.

وقيل: هو البخل مع الحرص.

وقيل: البخل «في أفراد الأمور» والشح عام.

[ ص: 327 ] وقيل: البخل فيها، والشح بالمال والمعروف.

وقيل: «الشح»: الحرص على ما ليس عنده. و«البخل»: بما عنده.

التالي السابق


الخدمات العلمية