السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5293 [ ص: 334 ] باب: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين

وقال النووي : (باب النهي عن الدخول على أهل الحجر إلا من يدخل باكيا) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 111 ج 18، المطبعة المصرية

(عن ابن شهاب- وهو يذكر الحجر «مساكن ثمود»- قال سالم بن عبد الله: إن عبد الله بن عمر قال: مررنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم: على الحجر، فقال لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين؛ حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم». ثم زجر، فأسرع حتى خلفها) .


(الشرح)

(عن ابن شهاب -وهو يذكر الحجر «مساكن ثمود»- قال سالم بن عبد الله: إن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: مررنا، مع رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: على الحجر) وكان هذا في «غزوة تبوك».

(فقال لنا رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين) . وزاد في رواية أخرى: «فإن لم تكونوا باكين، فلا تأتوا عليهم» (حذرا) أي: خشية (أن يصيبكم مثل ما أصابهم. ثم زجر، فأسرع) [ ص: 335 ] أي: «زجر ناقته» حذف ذكر الناقة؛ للعلم به.

ومعناه: ساقها سوقا كثيرا (حتى خلفها) وهو بتشديد اللام. أي: جاوز المساكن.

فيه: الحث «على المراقبة» عند المرور بديار الظالمين، ومواضع العذاب، وأمكنة العقاب.

قال النووي : ومثله الإسراع في «وادي محسر»؛ لأن أصحاب الفيل هلكوا هناك. فينبغي للمار في مثل هذه المواضع: المراقبة، والخوف، والبكاء، والاعتبار بهم، وبمصارعهم. وأن يستعيذ بالله من ذلك.

اللهم! جنبنا موارد الظالمين، وتوفنا مسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين!

التالي السابق


الخدمات العلمية