السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4679 (باب منه)

وهو في النووي في (الباب المتقدم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 136 ج16، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها -يوم القيامة- حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء») .


[ ص: 339 ] (الشرح)

(عن أبي هريرة ) رضي الله عنه (أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها -يوم القيامة- حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء») .

هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة، وإعادتها في ذلك اليوم، كما يعاد أهل التكليف من الآدميين، وكما يعاد الأطفال، والمجانين، ومن لم تبلغه دعوة.

قال النووي : وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة، قال تعالى: ( وإذا الوحوش حشرت ) .

وإذا ورد لفظ الشرع، ولم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع: وجب حمله على ظاهره.

قال العلماء: وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة: المجازاة، والعقاب، والثواب.

وأما القصاص من القرناء للجلحاء: فليس هو من قصاص التكليف؛ إذ لا تكليف عليها، بل هو قصاص مقابلة.

«والجلحاء» بالمد: هي الجماء، التي لا قرن لها. والله أعلم.

انتهى.

والحديث دليل على عظم حقوق العباد، وأنه لا بد من أدائها إلى أهلها، ولو في يوم القيامة.

[ ص: 340 ] ومفهومه: أن من أدى حق ذي حق في الدنيا، وأبرأ ذمته عن حقوق الناس المختلفة، فإنه لا يكلف هناك بتأديتها إلى ذوي الحقوق.

التالي السابق


الخدمات العلمية