السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4895 (باب منه)

وذكره النووي في (الباب المتقدم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 39 ج 17، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة ، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان -إذا كان في سفر وأسحر- يقول: «سمع سامع: بحمد الله، وحسن بلائه علينا. ربنا! صاحبنا، وأفضل علينا، عائذا بالله من النار») .


[ ص: 463 ] (الشرح)

(عن أبي هريرة ) رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم كان - إذا كان في سفر، وأسحر-) معناه: قام في السحر، أو انتهى في سيره إلى السحر، وهو آخر الليل: (يقول: سمع سامع) روي بوجهين:

أحدهما: فتح الميم من «سمع» وتشديدها.

والثاني: كسرها مع تخفيفها.

واختار عياض (هنا، وفي المشارق) وصاحب المطالع: التشديد.

وأشار إلى أنه رواية أكثر رواة مسلم.

قالا: ومعناه بلغ سامع قولي هذا لغيره، وقال مثله؛ تنبيها على الذكر في السحر، والدعاء في ذلك.

وضبطه الخطابي وآخرون: بالكسر والتخفيف. قال الخطابي: معناه: شهد شاهد.

(بحمد الله) أي: على حمدنا لله تعالى، على نعمه.

(وحسن بلائه علينا، ربنا! صاحبنا. وأفضل علينا) أي: احفظنا، وحطنا، واكلأنا، وتفضل علينا بجزيل نعمك، واصرف عنا كل مكروه.

[ ص: 464 ] (عائذا بالله من النار) منصوب على الحال. أي: أقول هذا في حال استعاذتي واستجارتي بالله من النار.

اللهم! إني أعوذ بك: من النار وأهوالها، وأسألك الفردوس ونعيمها.

التالي السابق


الخدمات العلمية