السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4861 (باب منه)

وهو في النووي، في (الباب المذكور) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 19 جـ 17، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) .


(الشرح)

أخرجه من حديثه - أيضا - النسائي .

[ ص: 637 ] قال الشوكاني : ينبغي لكل مسلم : أن تكون هذه الكلمات: أحب إليه مما طلعت عليه الشمس.

قال: ومن لازم المحبة: الإكثار من الذكر. فإن المحب، لا يغيب عن محبوبه.

والمراد بما طلعت عليه الشمس: هو الدنيا بأسرها. فإن الشمس: تطلع عليها، وتغيب عنها.

قال القسطلاني : هذه الفضيلة: الواردة في التسبيح ونحوه - كما قال ابن بطال، وغيره -: إنما هي لأهل الشرف - في الدين -، والكمال؛ كالطهارة: من الحرام، والمعاصي العظام. فلا يظن ظان: أن من أدمن الذكر، وأصر على ما شاء من شهواته، وانتهك دين الله، وحرماته: أنه يلتحق بالمطهرين المقدسين، ويبلغ منازلهم: بكلام أجراه على لسانه، وليس معه تقوى، وعمل صالح. انتهى.

قلت: هذا الذي قاله صحيح. لكن مع هذا: لا يخلو ذكر الله من فائدة، وثواب: للذاكر. وإن كان مع قصور منه، في العمل. بل هذا الذكر نفسه: عمل من الأعمال الصالحة.

وقد قال تعالى: { أني لا أضيع عمل عامل منكم } .

[ ص: 638 ] وقال: { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره } .

بل ذكره - سبحانه -: أفضل من كل عمل. ولا يبعد من الله تعالى: أن يوفق الذاكر، ببركة الذكر: بالنزع عن المعاصي، والهداية إلى صالح الأعمال.

وفي حرمانه، عن أجر الذكر على الإطلاق: إقناط لعباد الله تعالى: عن رحمته الواسعة، السابقة على غضبه.

وقد قال تعالى: { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } .

وقال: { ويعفو عن كثير } . والله أعلم.

قال النووي : معنى التسبيح: التنزيه عما لا يليق به، سبحانه؛ من الشريك، والولد، والصاحبة، والنقائص مطلقا. وسمات الحدوث مطلقا. انتهى.

التالي السابق


الخدمات العلمية