السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4871 باب في الأمر بالتوبة

وقال النووي: (باب التوبة).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 23، 24 ج 17، المطبعة المصرية

(عن أبي بردة ) رضي الله عنه؛ (قال سمعت الأغر - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم -: يحدث ابن عمر؛ قال:

[ ص: 7 ] قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: «يا أيها الناس! توبوا إلى الله. فإني أتوب إلى الله في اليوم: مائة مرة)


(الشرح)

هذا الأمر بالتوبة: موافق لقوله تعالى: وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون . وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا .

وإذا ثبت توبته، واستغفاره صلى الله عليه وآله وسلم: فنحن إلى الاستغفار، والتوبة: أحوج، وإليهما: أفقر.

قال النووي: «التوبة» أهم قواعد الإسلام. وهي أول مقامات سالكي طريق الآخرة. قال المحاسبي: خوف الأنبياء، والملائكة: خوف إعظام، وإن كانوا آمنين عذاب الله تعالى. ومعنى حديث الباب: أفعل ذلك الاستغفار: إظهارا للعبودية، وافتقارا لكرم الربوبية.

أو تعليما منه: لأمته. أو من: ترك الأولى أو قاله: تواضعا.

[ ص: 8 ] أو أنه صلى الله عليه وآله وسلم، لما كان دائم الترقي - في معارج القرب - كان كلما ارتقى درجة، ورأى ما قبلها دونها: استغفر منها.

قال في الفتح: إن هذا مفرع، على أن العدد المذكور - في استغفاره صلى الله عليه وآله وسلم -: كان مفرقا، بحسب تعدد الأحوال. وظاهر ألفاظ الحديث: يخالف ذلك.

وفي حديث أنس: «إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة».

قال: والتعبير «بالسبعين» قيل: هو على ظاهره. وقيل: المراد التكثير. والعرب تضع «السبع، والسبعين، والسبعمائة»: موضع الكثرة.

وفي حديث «أبي هريرة» عند البخاري: «أكثر من سبعين مرة»: وهو مبهم، يحتمل أن يفسر بحديث الباب. والله أعلم بالصواب.

التالي السابق


الخدمات العلمية