السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4972 [ ص: 82 ] باب في النجوى، وتقرير العبد بذنوبه

وقال النووي: (باب سعة رحمة الله تعالى: على المؤمنين، وفداء كل مسلم بكافر: من النار).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 86، 87 ج 17 المطبعة المصرية

(عن صفوان بن محرز؛ قال: قال رجل لابن عمر: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في النجوى ؟ قال: سمعته يقول: «يدنى المؤمن - يوم القيامة -، من ربه عز وجل، حتى يضع عليه: كنفه، فيقرره بذنوبه؛ فيقول: هل تعرف ؟ فيقول: أي رب! أعرف.

قال: فإني، قد سترتها عليك - في الدنيا - وإني أغفرها لك، اليوم.

فيعطى: صحيفة حسناته.

وأما الكفار، والمنافقون؛ فينادى بهم - على رءوس الخلائق -: هؤلاء الذين كذبوا على الله»).



[ ص: 83 ] (الشرح)

(عن صفوان بن محرز ؛ قال: قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، يقول في النجوى ؟ قال: سمعته يقول: «يدنى المؤمن - يوم القيامة - من ربه، حتى يضع عليه: كنفه) بفتح النون.

قال النووي: وهو ستره وعفوه.

والمراد «بالدنو» هنا: دنو كرامة وإحسان، لا دنو مسافة. والله تعالى: منزه عن المسافة، وقربها. انتهى.

قلت: وهذا هو التأويل، الذي لا يرضاه السلف. وصرف اللفظ الوارد على لسان رسول الله صلى الله عليه - وآله وسلم - عن ظاهره، بلا موجب يوجبه.

(فيقرره بذنوبه ؛ فيقول: هل تعرف ؟ فيقول: رب! أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك - في الدنيا - وإني أغفرها لك، اليوم. فيعطى صحيفة حسناته.

وأما الكفار، والمنافقون ؛ فينادى بهم - على رؤوس الخلائق - هؤلاء الذين كذبوا على الله).

[ ص: 84 ] فيه: بشارة لعصاة الإسلام، بمغفرة ذنوبهم، بعد تقريرهم بآثامهم.

وفيه: نعي على أهل الكفر، والنفاق.

اللهم ! عبدك هذا، يقر بجميع ذنوبه: الظاهر منها، والباطن.

والمستور منها، والمكشوف.

فاغفر له وارحمه، واعف عن سيئاته، وبدلها بالحسنات. فليس ذلك عليك بعزيز.

التالي السابق


الخدمات العلمية