السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5075 باب من يدخل الجنة على صورة آدم

وهو في النووي، في (الكتاب السابق).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 177، 178 ج 17، المطبعة المصرية

(عن همام بن منبه؛ قال: هذا ما حدثنا به: أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر أحاديث؛ منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله عز وجل: آدم، على صورته؛ طوله: ستون ذراعا. فلما خلقه، قال: اذهب، فسلم على أولئك النفر - وهم نفر من الملائكة، جلوس -، فاستمع: ما يجيبونك. فإنها تحيتك، وتحية ذريتك».

قال: «فذهب، فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك، ورحمة الله».

[ ص: 154 ] قال: «فزادوه: ورحمة الله».

قال: «فكل من يدخل الجنة: على صورة آدم، وطوله: ستون ذراعا. فلم يزل الخلق ينقص بعده، حتى الآن»).



(الشرح)

(عن أبي هريرة) رضي الله عنه، (قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: خلق الله عز وجل: آدم على صورته، طوله: ستون ذراعا).

هذا الحديث: سبق شرحه، وبيان تأويله.

وهذه الرواية، ظاهرة في أن الضمير في صورته: عائد إلى آدم. وأن المراد: أنه خلق في أول نشأته، على صورته التي كان عليها في الأرض، وتوفي عليها. وهي «طوله: ستون ذراعا». ولم ينتقل أطوارا كذريته.

وكانت صورته في الجنة: هي صورته في الأرض، لم تتغير.

قاله النووي. وهو الصحيح الراجح، الذي قال به الفحول من علماء الإسلام ؛ ومنهم «الشوكاني» رحمه الله. الإمام. ولأهل العلم في معناه: أقوال ثمانية، بل أزيد. هذا: أصحها، وأرجحها.

[ ص: 155 ] (فلما خلقه، قال: اذهب، فسلم على أولئك النفر - وهم نفر من الملائكة، جلوس - فاستمع: ما يحيونك به. فإنها تحيتك، وتحية ذريتك. فذهب، فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك، ورحمة الله).

فيه: أن الوارد على جلوس: يسلم عليهم، وأن الأفضل: أن يقول: «السلام عليكم» بالألف واللام. ولو قال: «سلام عليك»: كفاه. وأن رد السلام يستحب أن يكون زيادة على الابتداء.

وأنه يجوز في الرد، أن يقول: «السلام عليكم». ولا يشترط، أن يقول: «وعليكم السلام».

(قال: فزادوه: «ورحمة الله». قال: فكل من يدخل الجنة: على صورة آدم عليه السلام، وطوله: ستون ذراعا. فلم يزل الخلق ينقص بعده، حتى الآن).

والظاهر: أنه ينقص بعد هذا الآن أيضا، إلى أن يأتي أمر الله تعالى.

والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية