السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5067 باب أكل أهل الجنة فيها

وهو في النووي، في: (الكتاب المذكور).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 174 ج 17، المطبعة المصرية

(عن ابن جريج؛ أخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون. ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يبولون. ولكن طعامهم ذاك: جشاء، كرشح المسك. يلهمون: التسبيح، والحمد؛ كما تلهمون: النفس»).


(الشرح)

(عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما ؛ (قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون. ولا [ ص: 163 ] يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يبولون. ولكن طعامهم ذلك: جشاء)، بضم الجيم: تنفس المعدة، من الامتلاء. وهو بالفارسية: آروغ (كرشح المسك) أي: عرقه.

(يلهمون: التسبيح والتحميد. كما تلهمون: النفس).

معناه: لا يتعبون منهما، كما لا تتعبون أنتم من النفس. ولا يشغلهم شيء من ذلك، كما لا يمنعكم من النفس. كالملائكة.

أو يريد: أنها يصير صفة لازمة، لا ينفكون عنها: كالنفس اللازم للحيوان.

قال النووي: مذهب أهل السنة، وعامة المسلمين: أن أهل الجنة يأكلون فيها، ويشربون. (يتنعمون بذلك، وبغيره، من ملاذ وأنواع نعيمها: تنعما دائما، لا آخر له، ولا انقطاع أبدا).

وأن تنعمهم بذلك: على هيئة أهل الدنيا، إلا ما بينهما: من التفاضل في اللذة والنفاسة، التي لا يشارك نعيم الدنيا، إلا في التسمية، وأصل الهيئة. وإلا في أنهم: لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتمخطون، ولا يبصقون.

وقد دلت دلائل القرآن والسنة، في هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره: أن نعيم الجنة دائم، لا انقطاع له أبدا. انتهى.

[ ص: 164 ] وفي المسند، والنسائي: بسند صحيح على شرط الصحيح، عن «زيد بن أرقم» ؛ قال: جاء رجل من أهل الكتاب، إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا أبا القاسم ! تزعم أن أهل الجنة، يأكلون، ويشربون ؟ قال: «نعم. والذي نفس محمد بيده ! إن أحدهم ليعطى: قوة مائة رجل، في الأكل، والشرب، والجماع، والشهوة». قال: فإن الذي يأكل ويشرب، يكون له الحاجة. وليس في الجنة أذى. قال: «يكون حاجة أحدهم: رشحا يفيض من جلودهم، كرشح المسك، فيضمر بطنه». رواه الحاكم في صحيحه، بنحوه.

وتمام هذا الكلام، في (حادي الأرواح).

التالي السابق


الخدمات العلمية