السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5061 باب في سوق الجنة

وهو في النووي، في: (الكتاب الماضي).

[ ص: 177 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 170 ج 17، المطبعة المصرية

(عن أنس بن مالك ) رضي الله عنه؛ (أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: «إن في الجنة لسوقا، يأتونها كل جمعة. فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا: حسنا، وجمالا. فيقول لهم أهلوهم: والله! لقد ازددتم بعدنا: حسنا، وجمالا. فيقولون: وأنتم، والله! لقد ازددتم بعدنا: حسنا وجمالا»).
(الشرح)

قال النووي: المراد بالسوق: «مجمع لهم»، يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا، في السوق.

ومعنى (كل جمعة»: مقدارها. أي: أسبوع. وليس هناك «حقيقة أسبوع»، لفقد الشمس، والليل، والنهار.

«والسوق»: يذكر، ويؤنث وهو أفصح. «وريح الشمال»: بفتح الشين والميم، بغير همز. هكذا الرواية.

قال «صاحب العين»: هي الشمال، والشمأل: بإسكان الميم مهموز. والشأملة: بهمزة قبل الميم والشمل: بفتح الميم بغير ألف. والشمول: بفتح الشين، وضم الميم. وهي التي تأتي من دبر القبلة.

[ ص: 178 ] قال عياض: وخص «ريح الجنة» بالشمال: لأنها ريح المطر عند العرب. كانت تهب من جهة الشام. وبها يأتي سحاب المطر. وكانوا يرجون السحابة الشامية.

وجاءت في الحديث، تسمية هذه الريح: «المثيرة» أي: المحركة، لأنها تثير في وجوههم: ما ثيره من مسك أرض الجنة، وغيره من نعيمها. انتهى.

وحديث الباب هذا، رواه أحمد أيضا: عن حماد بن سلمة، مختصرا. وقال: فيها - أي في السوق - كثبان المسك. فإذا خرجوا إليها: هبت الريح». وفي الباب: أخبار، وآثار، ذكرها «ابن القيم» في (الحادي)، في باب مستقل.

التالي السابق


الخدمات العلمية