السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4921 باب: أقل ساكني الجنة النساء

وقال النووي: (باب أكثر أهل الجنة: الفقراء، وأكثر أهل النار: النساء. وبيان الفتنة بالنساء).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 53 ج 17، المطبعة المصرية

(عن أبي التياح؛ قال: كان لمطرف بن عبد الله امرأتان. فجاء من عند إحداهما، فقالت الأخرى: جئت من عند فلانة ؟ فقال: جئت من عند عمران بن حصين.

[ ص: 192 ] فحدثنا: أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال:
«إن أقل ساكني الجنة: النساء».

(الشرح)

قد تقدم الكلام على معنى هذا الحديث، قريبا. وإذا ثبت أنهن أقل ساكني الجنة: ثبت أيضا: أنهن أكثر أهل النار. ويدل له: أحاديث أخرى، وردت في هذا المعنى.

قال «ابن القيم»: أما كونهن أكثر أهل النار، فلما روى البخاري، عن عمران بن الحصين، رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال: «اطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها: النساء. واطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها: الفقراء». ونحوه في مسلم، عن ابن عباس. وعند أحمد: بإسناد صحيح، عن أبي هريرة: نحوه أيضا.

وفي المسند، عن «ابن عمر»، أيضا، يرفعه: «اطلعت في الجنة، فرأيت أكثر أهلها: الفقراء. واطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها: الأغنياء، والنساء». وعنده، عن «عمرو بن العاص» ؛ قال: كنا مع [ ص: 193 ] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في هذا المكان - أي: مر الظهران - فإذا نحن بغربان كثيرة، فيها غراب أعصم، أحمر المنقار والرجلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يدخل الجنة من النساء: إلا مثل هذا الغراب، في هذه الغربان».

«والأعصم»: الذي في جناحه: ريشة بيضاء.

أراد صلى الله عليه وآله وسلم: قلة من يدخل الجنة من النساء، لأن هذا الصنف في الغربان، قليل.

وفي حديث آخر: «المرأة الصالحة: مثل الغراب الأعصم».

وفي حديث آخر: «عائشة في النساء: كالغراب الأعصم، في الغربان». والله أعلم.

وفي حديث «أسامة بن زيد» يرفعه، عند مسلم: «قمت على باب النار، فإذا عامة من دخلها: النساء».

وهذه الأحاديث: دلت دلالة واضحة، على قلة دخول النساء في الجنة، وكثرة ولوجهن في النار. عافانا الله ونساءنا: عن ذلك، برحمته.

التالي السابق


الخدمات العلمية