السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5092 باب في أهل الجنة وأهل النار، وعلاماتهم في الدنيا

وذكره النووي، في: (باب جهنم).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 186، 187 ج 17، المطبعة المصرية

[ ص: 194 ] (عن معبد بن خالد؛ أنه سمع حارثة بن وهب؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: «ألا أخبركم: بأهل الجنة ؟ ». قالوا: بلى.

قال صلى الله عليه وسلم: «كل ضعيف متضعف.
لو أقسم على الله: لأبره».

ثم قال: «ألا أخبركم: بأهل النار ؟ ». قالوا: بلى.

قال: «كل عتل جواظ مستكبر»).



(الشرح)

(عن حارثة بن وهب؛ سمع النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم ؛ قال: «ألا أخبركم: بأهل الجنة ؟ » قالوا: بلى.

قال: كل ضعيف متضعف): بفتح العين، وكسرها. والمشهور: الفتح. ولم يذكر الأكثرون غيره.

ومعناه: يستضعفه الناس، ويحتقرونه، ويتجبرون عليه: لضعف حاله في الدنيا. يقال: تضعفه، واستضعفه.

وأما رواية «الكسر»، فمعناها: متواضع، متذلل، خامل، واضع من نفسه.

[ ص: 195 ] قال عياض: وقد يكون الضعف هنا: رقة القلوب، ولينها، وإخباتها للإيمان.

والمراد أن أغلب أهل الجنة: هؤلاء. كما أن معظم أهل النار: القسم الآخر الآتي.

وليس المراد. الاستيعاب، في الطرفين.

(لو أقسم على الله: لأبره) أي: لو حلف يمينا، طمعا في كرم الله تعالى: بإبراره، لأبره.

وقيل: لو دعاه، لأجابه. يقال: أبررت قسمه، وبررته. والأول: هو المشهور.

(ثم قال: «ألا أخبركم: بأهل النار ؟ » قالوا: بلى. قال: كل عتل): بضم العين، والتاء، وهو الجافي، الشديد الخصومة بالباطل.

وقيل: الجافي الفظ الغليظ.

(جواظ): بفتح الجيم، وتشديد الواو. وبالظاء المعجمة: هو الجموع، المنوع.

وقيل: كثير اللحم، المختال في مشيته. وقيل: القصير، البطين. وقيل: «الفاخر» بالخاء.

[ ص: 196 ] (مستكبر) أي: صاحب الكبر. وهو «بطر الحق، وغمط الناس».

وفي رواية أخرى: «كل جواظ زنيم، متكبر).

«والزنيم»: هو الدعي في النسب، الملصق بالقوم وليس منهم.

شبه: «بزنمة الشاة».

والمتكبر بمعنى: «المستكبر».

التالي السابق


الخدمات العلمية