السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5076 كتاب صفة النار

وقال النووي: (باب جهنم، أعاذنا الله منها).

قلت: ولنا كتاب في حالها، مبسوط. سميته: (يقظة أولي الاعتبار، مما ورد في ذكر النار، وأصحاب النار).

وهو أحسن كتاب جمع في هذا الباب، غير مسبوق لأحد من أولي الألباب ؛ فقد وجدت لابن القيم «رحمه الله»: كتاب الحادي، في حال [ ص: 225 ] الجنة: مستقلا، جامعا لجميع أحوالها. ولم أجد لأحد كتابا في حال النار، جامعا مستقلا، فألفت (اليقظة)، ثم وقفت على كتاب مختصر، لابن رجب الحنبلي، وكلام للقرطبي في تذكرته: في بيان النار، ومجرياتها.

ووازنت بين كتابي ذلك، وبينهما: فوجدت كتابي أسهل تناولا، وأحسن ترتيبا، وأجمع فصولا لها. ولله الحمد.

باب في ذكر أزمة النار

وهو في النووي، في: (باب جهنم، عافانا الله عنها).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 179 ج 17، المطبعة المصرية

(عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: «يؤتى بجهنم يومئذ، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام: سبعون ألف ملك، يجرونها»).


[ ص: 226 ] (الشرح)

فيه: عظم شأن النار، وأن لها أزمة. «والزمام»: ما يزم به الشيء أي: يشد ويربط.

وهذه الأزمة التي تساق بها «جهنم»، تمنع من خروجها على أرض المحشر. فلا تخرج منها إلا الأعناق، التي أمرت أن تأخذ: من شاء الله تعالى أخذه.

وهذا الحديث، رواه الطبراني أيضا عنه، مرفوعا بلفظ: «يجاء، بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام، مع كل زمام: سبعون ألف ملك، يجرونها». قال في (مجمع الزوائد): ورجاله رجال الصحيح، غير «حفص بن عمر بن الصباح»، وقد وثقه ابن حبان. انتهى.

قال النووي: هذا الحديث، مما استدركه الدارقطني على مسلم. وقال: «رفعه وهم». رواه الثوري، ومروان، وغيرهما: عن «العلاء ابن خالد»، موقوفا. قلت: وحفص «ثقة، حافظ، إمام». فزيادته «الرفع»: مقبولة، كما سبق نقله عن الأكثرين، والمحققين. انتهى.

ولم يتكلم النووي «رحمه الله». على هذا الحديث: بشرح.

التالي السابق


الخدمات العلمية