السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5032 باب بعث الشيطان سراياه، يفتنون الناس

وقال النووي: (باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه: لفتنة الناس. وأن مع كل إنسان: قرينا).

[ ص: 270 ] (حديث الباب) وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 157 ج 17، المطبعة المصرية

(عن جابر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إبليس يضع عرشه على الماء. ثم يبعث سراياه. فأدناهم منه منزلة: أعظمهم فتنة.

يجيء أحدهم؛ فيقول: فعلت كذا، وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا.

قال: ثم يجيء أحدهم؛ فيقول: ما تركته، حتى فرقت بينه وبين امرأته.

قال فيدنيه منه، وهو يقول: نعم أنت!».


قال الأعمش: أراه قال «فيلتزمه»).


(الشرح)

(عن جابر) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء. ثم يبعث سراياه).

«العرش»: هو سرير الملك. ومعناه: أن مركزه البحر. ومنه يبعث سراياه في نواحي الأرض.

(فأدناهم منه منزلة: أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم ؛ فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا.

[ ص: 271 ] قال ثم يجيء أحدهم ؛ فيقول: ما تركته، حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم): بكسر النون، وإسكان العين. وهي «نعم» الموضوعة للمدح. فيمدحه. لإعجابه بصنعه، وبلوغه الغاية التي أرادها.

(أنت ! قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه) أي: يضمه إلى نفسه، ويعانقه.

وفيه: أن الفرقة بين الزوجين: تكون - غالبا - من إغواء سرايا إبليس. وأنها: من الفتن العظيمة، لأنها تؤدي إلى خراب البيت، وتدمير المنزل، وضياع الأهل والأولاد والمال، ونحو هذا.

والقرآن الكريم، أشار إلى ذلك ؛ بقوله: فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه .

التالي السابق


الخدمات العلمية