السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5172 باب: الفتنة نحو المشرق

وذكره النووي ، في: (كتاب الفتن) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص32 ج18، المطبعة المصرية

(حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، وواصل بن عبد الأعلى، وأحمد بن عمر الوكيعي؛ -واللفظ لابن أبان- قالوا: حدثنا ابن فضيل عن أبيه؛ قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول: يا أهل العراق! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة! سمعت أبي -عبد الله بن عمر- يقول: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ يقول: "إن الفتنة تجيء من هاهنا" -وأومأ بيده، نحو المشرق-، "من حيث يطلع قرنا الشيطان". وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض. وإنما قتل موسى: [ ص: 279 ] الذي قتل من آل فرعون، خطأ. فقال الله، عز وجل، له: وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا .

قال أحمد بن عمر -في روايته عن سالم-: لم يقل: سمعت ) .


(الشرح)

(عن سالم بن عبد الله بن عمر) رضي الله عنه؛ (قال: يا أهل العراق! ما أسألكم عن الصغيرة، وأركبكم للكبيرة! سمعت أبي -عبد الله بن عمر- يقول: سمعت رسول الله، صلى الله، عليه) وآله (وسلم: يقول: "إن الفتنة تجيء من هاهنا" وأومى بيده نحو المشرق، "من حيث يطلع قرنا الشيطان").

زاد في -(كتاب الإيمان) في حديث: أبي مسعود: "في ربيعة ومضر"-: "وقرناه": جانبا رأسه.

وقيل: هما جمعاه اللذان يغريهما: بإضلال الناس.

وقيل: شيعتاه من الكفار.

[ ص: 280 ] والمراد بذلك: اختصاص المشرق، بمزيد من تسلط الشيطان، ومن الكفر. كما قال في الحديث الآخر: "رأس الكفر نحو المشرق".

قال النووي : وكان ذلك في عهده، صلى الله عليه وآله وسلم، حين قال ذلك. ويكون حين يخرج الدجال من المشرق. وهو فيما بين ذلك: منشأ الفتن العظيمة، ومثار الكفرة الترك، الغاشمة العاتية، الشديدة البأس. انتهى.

وللحديث: ألفاظ وطرق عند مسلم؛

منها: (عن ابن عمر؛ أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم؛ قام عند باب "حفصة"، فقال -بيده نحو المشرق-: "الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان". قالها مرتين، أو ثلاثا).

وفي رواية: "قام عند باب عائشة".

وفي أخرى، بلفظ: (أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال -وهو مستقبل المشرق-: "ها. إن الفتنة هاهنا. ها. إن الفتنة هاهنا، ها. إن الفتنة هاهنا: من حيث يطلع قرن الشيطان").

وفي رواية؛ (خرج رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: من بيت [ ص: 281 ] عائشة؛ قال: "رأس الكفر من هاهنا. من حيث يطلع قرن الشيطان". يعني: المشرق).

وفي أخرى؛ (يشير بيده نحو المشرق، ويقول: "ها إن الفتنة هاهنا" -ثلاثا- حيث يطلع قرن الشيطان").

(وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض. وإنما قتل موسى صلى الله عليه وسلم: الذي قتل من آل فرعون، خطأ. فقال الله، عز وجل له : وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ).

فيه: أن قتل موسى عليه السلام: له كان خطأ، وقتلكم: قتل عمد. وهو في الإثم: أشد، وأفظع.

التالي السابق


الخدمات العلمية