السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5196 باب: لتنفقن كنوز كسرى وقيصر، في سبيل الله

وهو في النووي، في: (كتاب الفتن).

[ ص: 282 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص2، ج18، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "قد مات كسرى، فلا كسرى بعده. وإذا هلك قيصر، فلا قيصر بعده. والذي نفسي بيده! لتنفقن كنوزهما. في سبيل الله" ).


(الشرح)

(عن أبي هريرة) رضي الله عنه، (قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: قد مات كسرى، فلا كسرى بعده) بفتح الكاف، وكسرها. لغتان مشهورتان.

(وإذا هلك قيصر، فلا قيصر بعده).

قال الشافعي، وسائر العلماء: معناه لا يكون "كسرى" بالعراق، ولا "قيصر" بالشام، كما كان في زمنه، صلى الله عليه وآله وسلم. فعلمنا "صلى الله عليه وآله وسلم": بانقطاع ملكهما، في هذين الإقليمين، فكان كما قال.

فأما "كسرى فانقطع ملكه، وزال بالكلية: من جميع الأرض، وتمزق ملكه كل ممزق، واضمحل: بدعوة رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.

[ ص: 283 ] وأما "قيصر": فانهزم من الشام، ودخل أقاصي بلاده، فافتتح المسلمون بلادهما، واستقرت للمسلمين. ولله الحمد. قاله النووي .

(والذي نفسي بيده! لتنفقن كنوزهما، في سبيل الله).

قال النووي : أنفق المسلمون كنوزهما، في سبيل الله، كما أخبر صلى الله عليه وآله وسلم. وهذه معجزات ظاهرة.

وفي رواية، بلفظ: "هلك كسرى، ثم لا يكون كسرى بعده. وقيصر ليهلكن، ثم لا يكون قيصر بعده. ولتقسمن كنوزهما، في سبيل الله".

التالي السابق


الخدمات العلمية