السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5199 باب: لا تقوم الساعة حتى تغزى مدينة، جانبها في البحر والآخر في البر

وهو في النووي، في: (كتاب الفتن).

[ ص: 324 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص43 ، 44 ج18، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة، أن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ قال: "سمعتم بمدينة، جانب منها: في البر. وجانب منها: في البحر؟" قالوا: نعم. يا رسول الله!

قال: "لا تقوم الساعة، حتى يغزوها:
سبعون ألفا، من بني إسحاق. فإذا جاءوها: نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم. قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر. فيسقط أحد جانبيها".

قال ثور: لا أعلمه، إلا قال: "الذي في البحر".

ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر.

ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها، فيغنموا.

فبينما هم يقتسمون المغانم؛ إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج. فيتركون كل شيء، ويرجعون"
).


(الشرح)

(عن أبي هريرة) رضي الله عنه؛ (أن النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: "سمعتم بمدينة. جانب منها: في البر. وجانب منها: في البحر؟" قالوا: نعم. يا رسول الله! قال: لا تقوم الساعة، حتى [ ص: 325 ] يغزوها سبعون ألفا، من بني إسحاق.) قال عياض: كذا هو في جميع أصول صحيح مسلم.

قال: وقال بعضهم: المعروف، المحفوظ: "من بني إسماعيل". وهو الذي يدل عليه الحديث، وسياقه. لأنه، إنما أراد العرب.

وهذه المدينة، هي "القسطنطينية". قاله النووي .

(فإذا جاءوها: نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم. قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها.

قال ثور) وهو ابن زيد الديلي، أحد رجال إسناد هذا الحديث: (لا أعلمه) أي: لا أظن أبا هريرة: (إلا قال: الذي في البحر. ثم يقول الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر ثم يقول الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلونها، فيغنمون.

[ ص: 326 ] فبينما هم يقتسمون الغنائم. إذ جاءهم الصريخ. فقال: إن الدجال قد خرج. فيتركون كل شيء ويرجعون).

ظاهر هذا: فتح "القسطنطينية" قبل قيام الساعة، على أيدي أبناء إسماعيل، عليه السلام.

وأما كونه: قبل ظهور المهدي أم بعده؟ فلا نص عليه.

وذهب بعض أهل العلم: إلى القبلية.

وبعضهم: إلى البعدية.

وحديث "معاذ بن جبل" -عند الترمذي؛ بلفظ: "خروج الدجال في سبعة أشهر" أي بعد فتحها-: يدل على أن ظهوره عليه السلام: متقدم على فتحها.

ويؤيده الأحاديث الأخرى، المروية في السنن. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية