السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
168 [ ص: 336 ] باب: تبعث ريح من اليمن، فتقبض من في قلبه إيمان

وهو في النووي، في الجزء الأول، في: (باب في الريح، التي تكون قرب القيامة، تقبض من في قلبه شيء من الإيمان).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص132 ج2، المطبعة المصرية

(حدثنا أحمد بن عبدة الضبي؛ حدثنا عبد العزيز بن محمد، وأبو علقمة الفروي؛ قالا: حدثنا صفوان بن سليم عن عبد الله بن سلمان، عن أبيه؛ عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث ريحا من اليمن: ألين من الحرير، فلا تدع أحدا، في قلبه -قال أبو علقمة: مثقال حبة. وقال عبد العزيز: مثقال ذرة- من إيمان، إلا قبضته" ).


(الشرح)

(عن أبي هريرة) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: إن الله يبعث ريحا من اليمن: ألين من الحرير، فلا تدع أحدا، في قلبه -قال أبو علقمة) "الفروي": بفتح الفاء، وإسكان الراء. واسمه: "عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة، المدني" آل عثمان بن عفان، رضي الله عنه: [ ص: 337 ] (مثقال حبة. وقال عبد العزيز: مثقال ذرة- من الإيمان، إلا قبضته).

قال النووي : جاءت في هذا النوع، أحاديث. يريد: الحديث الماضي قبله، والحديث الآتي بعد هذا.

قال : وهذه كلها، وما في معناها: على ظاهرها.

قال. وأما الحديث الآخر: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، إلى يوم القيامة": فليس مخالفا لهذه الأحاديث. لأن معنى هذا: أنهم لا يزالون على الحق، حتى تقبضهم هذه الريح اللينة، قرب القيامة، وعند تظاهر أشراطها.

فأطلق -في هذا الحديث- بقاؤهم، إلى قيام الساعة: على أشراطها، ودنوها المتناهي في القرب. والله أعلم.

وفي قوله: "مثقال حبة -أو ذرة- من إيمان": بيان للمذهب الصحيح: أن الإيمان، يزيد وينقص.

وفي كونها: "ألين من الحرير": إشارة إلى الرفق بهم، والإكرام لهم.

وجاء في مسلم، في ذكر أحاديث الدجال: "ريحا من قبل الشام" .

ويجاب عنه، بوجهين؛

[ ص: 338 ] أحدهما: يحتمل أنها ريحان: شامية، ويمانية. ويحتمل أن مبدأها من أحد الإقليمين، ثم اتصل الآخر وتنتشر عنده، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية