السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5160 باب في قتال الروم، وكثرة القتل عند خروج الدجال

وهو في النووي، في: (كتاب الفتن).

[ ص: 347 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص24، 25 ج18، المطبعة المصرية

(عن يسير بن جابر؛ قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيرى، إلا يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة.

قال: فقعد -وكان متكئا-، فقال: إن الساعة لا تقوم، حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة.

ثم قال بيده هكذا -ونحاها نحو الشأم- فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام. ويجمع لهم أهل الإسلام.

قلت: الروم تعني؟ قال: نعم. وتكون -عند ذاكم القتال- ردة شديدة.

فيشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون، حتى يحجز بينهم الليل.

فيفيء هؤلاء، وهؤلاء، كل غير غالب. وتفنى الشرطة.

ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون، حتى يحجز بينهم الليل.

فيفيء هؤلاء، وهؤلاء، كل غير غالب. وتفنى الشرطة.

ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون، حتى يمسوا.

فيفيء هؤلاء، وهؤلاء، كل غير غالب. وتفنى الشرطة.

فإذا كان يوم الرابع: نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله [ ص: 348 ] الدبرة عليهم. فيقتلون مقتلة -إما قال: لا يرى مثلها. وإما قال: لم ير مثلها-، حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم: حتى يخر ميتا. فيتعاد بنو الأب -كانوا مائة- فلا يجدونه بقي منهم: إلا الرجل الواحد.

فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟

فبينما هم كذلك: إذ سمعوا ببأس، هو أكبر من ذلك؛ فجاءهم الصريخ: إن الدجال، قد خلفهم في ذراريهم. فيرفضون ما في أيديهم، ويقبلون، فيبعثون: عشرة فوارس، طليعة. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم. هم خير فوارس على ظهر الأرض، يومئذ" -أو "من خير فوارس على ظهر الأرض، يومئذ" -قال ابن أبي شيبة- في روايته-: عن أسير بن جابر ).


(الشرح)

(عن يسير بن جابر): بضم الياء، وفتح السين.

وفي رواية: "أسير" بهمزة مضمومة.

وهما قولان مشهوران، في اسمه.

(قال: هاجت ريح حمراء، بالكوفة. فجاء رجل ليس له هجيرى): بكسر الهاء، والجيم المشددة، مقصور الألف. أي: شأنه ودأبه: ذلك.

[ ص: 349 ] "والهجيرى" بمعنى: الهجير.

(إلا يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة.

قال: فقعد -وكان متكئا- فقال: إن الساعة لا تقوم، حتى لا يقسم ميراث) أي: من كثرة المقتولين.

وقيل: من كثرة المال. والأول: أصح .

وقيل: حتى يوجد وقت، لا يقسم فيه ميراث، لعدم من يعلم الفرائض.

وقيل: المعنى: أنه يرفع الشرع، فلا يقسم ميراث أصلا. أو لا يقسم على وفق الشرع، كما هو مشاهد في زماننا هذا. بل منذ زمن طويل.

(ولا يفرح بغنيمة) أي: لعدم العطاء ، لظلم الظلمة. وإما للغش والخيانة. فلا يتهنأ بهما أهل الديانة.

(ثم قال بيده هكذا -ونحاها نحو الشام- فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام. ويجمع لهم أهل الإسلام.

[ ص: 350 ] قلت: الروم تعني؟ قال: نعم. ويكون -عند ذاكم القتال- ردة شديدة. فيشترط): بياء، ثم شين ساكنة، ثم تاء.

وضبط: "فيتشرط" : بياء، ثم تاء، ثم شين مفتوحة، وتشديد الراء. (المسلمون: شرطة للموت).

"الشرطة" بضم الشين: طائفة من الجيش، تقدم للقتال.

(لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون، حتى يحجز بينهم الليل. فيفيء هؤلاء) أي: يرجع (وهؤلاء؛ كل غير غالب. وتفنى) أي: تهلك (الشرطة.

ثم يشترط المسلمون: شرطة أخرى للموت، لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون، حتى يحجز بينهم الليل. فيفيء هؤلاء، وهؤلاء؛ كل غير غالب. وتفنى الشرطة.

ثم يشترط المسلمون: شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة.

فيقتتلون حتى يمسوا. فيفيء هؤلاء، وهؤلاء؛ كل غير غالب. وتفنى الشرطة.

فإذا كان يوم الرابع) إضافة الموصوف إلى الصفة. وفي نسخة: "يوم الرابعة". أي: يوم الليلة الرابعة.

[ ص: 351 ] (نهد إليهم): بفتح النون، والهاء. أي: نهض وتقدم (بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الديرة): بفتح الدال وكسر الياء. أي: "الهزيمة" .

ورواه بعض رواة مسلم: "الدائرة". وهو بمعنى "الديرة".

وقال الأزهري: الدايرة هم الدولة"، تدور على الأعداء.

وقيل: هي الحادثة.

[ ص: 352 ] (عليهم، فيقتتلون مقتلة -إما قال: لا يرى مثلها. وإما قال: لم ير مثلها-، حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم: بجيم، ثم نون، مفتوحتين. ثم باء موحدة. أي: نواحيهم.

وحكى عياض عن بعض رواتهم: "بجثمانهم": بضم الجيم، وإسكان الثاء. أي: شخوصهم .

(فما يخلفهم): بفتح الخاء، وكسر اللام المشددة. أي: يجاوزهم.

وحكى عياض عن بعض رواتهم: "فما يلحقهم أي: يلحق آخرهم (حتى يخر) أي: يسقط.

(ميتا: فيتعاد بنو الأب) بضم الياء ، وفتح التاء، وتشديد الدال المرفوعة. أي: يعد بعضهم بعضا.

أي: كان يعد الأقارب، الحاضرون في تلك الحرب.

(كانوا مائة، فلا يجدونه بقي منهم: إلا الرجل الواحد): يعني كان كثرة القتلى إلى هذا الحد: بقي من كل مائة واحد.

[ ص: 353 ] (فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينا هم كذلك: إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك) . هكذا هو في نسخ بلاد النووي. بباء فيهما.

وحكى عياض عن محققي رواتهم، وعن بعضهم: "بناس أكثر": بالنون. وبالثاء .

قالوا: والصواب: الأول. ويؤيده رواية أبي داود: "سمعوا بأمر أكبر من ذلك".

(فجاءهم الصريخ) أي: صوت المستغيث: (أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم. فيرفضون) أي: يتركون (ما في أيديهم. ويقبلون، فيبعثون: عشر فوارس طليعة).

هو من يبعث، ليطلع على حال العدو، كالجاسوس.

(قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم. هم خير فوارس على ظهر [ ص: 354 ] الأرض، يومئذ". -أو "من خير فوارس على ظهر الأرض، يومئذ"-).

وظاهر هذا الحديث: أن هذه الواقعة، تكون بعد ظهور المهدي، عليه السلام. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية