السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5131 باب في الخسف بالجيش، الذي يؤم البيت

وهو في النووي، في: (كتاب الفتن).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص4 ، 5 ج18، المطبعة المصرية

(عن عبيد الله ابن القبطية؛ قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان، وأنا معهما: على أم سلمة "أم المؤمنين"؛ فسألاها عن الجيش، الذي يخسف به؟ -وكان ذلك، في أيام ابن الزبير-.

[ ص: 362 ] فقالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث. فإذا كانوا ببيداء من الأرض: خسف بهم".

فقلت: يا رسول الله! فكيف بمن كان كارها؟ قال: "يخسف به معهم. ولكنه يبعث يوم القيامة، على نيته".

وقال أبو جعفر: هي بيداء المدينة
).


(الشرح)

(عن عبيد الله بن القبطية؛ قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان، وأنا معهما: على أم سلمة "أم المؤمنين" رضي الله عنها، فسألاها عن الجيش، الذي يخسف به؟ -وكان ذلك، في أيام ابن الزبير-).

قال أبو الوليد الكناني: هذا ليس بصحيح. لأن أم سلمة، توفيت في خلافة معاوية، قبل موته بسنين. "سنة تسع وخمسين". ولم تدرك أيام ابن الزبير.

قال عياض: قد قيل: إنها توفيت أيام يزيد بن معاوية، في أولها. فعلى هذا. يستقيم ذكرها، لأن ابن الزبير: نازع يزيد، أول ما بلغته بيعته، عند وفاة معاوية. ذكر ذلك: الطبري، وغيره.

وممن ذكر وفاة أم سلمة، أيام يزيد: أبو عمرو بن عبد البر، في (الاستيعاب).

[ ص: 363 ] وقد ذكر مسلم الحديث بعد هذه الرواية، من رواية حفصة- وقال: "عن أم المؤمنين". ولم يسمها. قال الدارقطني: هي عائشة.

قال : ورواه سالم بن أبي الجعد، عن حفصة، أو أم سلمة.

قال : والحديث محفوظ عن أم سلمة. وهو أيضا محفوظ عن حفصة. هذا آخر كلام القاضي.

وممن ذكر أن أم سلمة، توفيت أيام يزيد بن معاوية: أبو بكر بن أبي خيثمة. والله أعلم بحقيقة الحال.

(فقالت: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث. فإذا كانوا ببيداء من الأرض: خسف بهم".

فقلت: يا رسول الله! فكيف بمن كان كارها؟ قال "يخسف به معهم. ولكنه يبعث يوم القيامة، على نيته".


وقال أبو جعفر: هي بيداء المدينة).

قال أهل العلم: "البيداء": كل أرض ملساء، لا شيء بها.

"وبيداء المدينة": الشرف الذي قدام ذي الحليفة. أي: إلى جهة مكة.

[ ص: 364 ] وفي رواية أخرى، عن حفصة، عند مسلم: "أنها سمعت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم؛ يقول: "ليؤمن هذا البيت: جيش يغزونه. حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض: يخسف بأوسطهم. وينادي أولهم آخرهم. ثم يخسف بهم، فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم".

فقال رجل: أشهد عليك: أنك لم تكذب على حفصة. وأشهد على حفصة: أنها لم تكذب على النبي، صلى الله عليه وآله وسلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية