السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5217 (باب منه)

وهو في النووي، في: (باب ذكر ابن صياد).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص57، 58 ج18، المطبعة المصرية

(حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا حسين يعني: ابن حسن بن يسار- حدثنا ابن عون عن نافع، قال: كان نافع يقول: ابن صياد، قال: قال ابن عمر: لقيته مرتين.

[ ص: 409 ] قال: فلقيته، فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا. والله!

قال: قلت: كذبتني. والله! لقد أخبرني بعضكم: أنه لن يموت، حتى يكون أكثركم مالا.

وولدا فكذلك هو زعموا اليوم.

قال: فتحدثنا، ثم فارقته.

قال: فلقيته، لقية أخرى -وقد نفرت عينه-. قال: فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟

قال: لا أدري.

قال: قلت: لا تدري، وهي في رأسك؟

قال: إن شاء الله، خلقها في عصاك هذه. قال: فنخر كأشد نخير حمار سمعت.

قال: فزعم بعض أصحابي: أني ضربته بعصا، كانت معي، حتى تكسرت.

وأا أنا، فوالله! ما شعرت.

قال: وجاء، حتى دخل على أم المؤمنين، فحدثها. فقالت: ما تريد إليه؟

ألم تعلم أنه قد قال: "إن أول ما يبعثه على الناس: غضب يغضبه؟" ).


[ ص: 410 ] (الشرح)

(عن ابن عون، عن نافع ، قال: كان نافع يقول: ابن صياد، قال : قال ابن عمر: لقيته مرتين.

قال: فلقيته، فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ قال : لا. والله! قال: قلت: كذبتني. والله! لقد أخبرني بعضكم: أنه لن يموت، حتى يكون أكثركم مالا وولدا. فكذلك هو زعموا اليوم. قال: فتحدثنا، ثم فارقته.

قال: فلقيته لقية أخرى) قال القاضي "في المشارق": رويناه بضم اللام.

قال ثعلب وغيره: يقولونه: بفتحها. قال النووي : والمعروف في اللغة والرواية ببلادنا: "الفتح".

(وقد نفرت عينه): بفتح النون والفاء. أي: ورمت ونتأت.

وذكر عياض: أنه روي على أوجه أخر. والظاهر: أنها تصحيف.

(قال: فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري.

قال : قلت: لا تدري، وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله، خلقها في عصاك هذه. قال: فنخر، كأشد نخير حمار سمعت.

[ ص: 411 ] قال: فزعم بعض أصحابي: أني ضربته بعصا، كانت معي، حتى تكسرت.

وأنا والله! فما شعرت.

قال: وجاء، حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها، فقالت: ما تريد إليه؟ ألم تعلم أنه قد قال: "إن أول ما يبعثه على الناس: غضب يغضبه؟" ).

قال البيهقي في كتابه (البعث والنشور): اختلف الناس في أمر "ابن صياد"، اختلافا كثيرا؛ هل هو الدجال؟

قال : ومن ذهب إلى أنه غيره، احتج بحديث تميم الداري، في قصة الجساسة، الذي ذكره مسلم.

قال : ويجوز: أن توافق صفة "ابن صياد" صفة الدجال. كما ثبت في الصحيح: "إن أشبه الناس بالدجال: عبد العزى بن قطن". وليس كما قال.

وكان أمر ابن صياد فتنة، ابتلى الله تعالى بها عباده؛ فعصم الله تعالى منها: المسلمين، ووقاهم شرها.

قال: وليس في حديث جابر: أكثر من سكوت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، لقول عمر.

[ ص: 412 ] فيحتمل: أنه صلى الله عليه وآله وسلم، كان كالمتوقف في أمره. ثم جاءه البيان: أنه غيره، كما صرح به في حديث تميم. انتهى. وقد اختار أنه غيره.

وقد صح عن عمر، وابن عمر، وجابر: أنه الدجال. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية