السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5230 (باب منه)

وهو في النووي، في (باب ذكر الدجال).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص72، 73 ج18، المطبعة المصرية

(عن أبي سعيد الخدري؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال، فيتوجه قبله: رجل من المؤمنين. فتلقاه المسالح -مسالح الدجال- فيقولون له: أين تعمد؟

فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج.

قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟

فيقول: ما بربنا خفاء.

فيقولون: اقتلوه.

فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم: أن تقتلوا أحدا دونه؟ قال: فينطلقون به إلى الدجال. فإذا رآه المؤمن، قال: يا أيها الناس! هذا الدجال، الذي ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

قال: فيأمر الدجال به، فيشبح. فيقول: خذوه وشجوه. فيوسع ظهره وبطنه: ضربا.

قال: فيقول: أو ما تؤمن بي؟

[ ص: 440 ] قال: فيقول: أنت المسيح الكذاب.

قال: فيؤمر به، فيؤشر بالمئشار من مفرقه، حتى يفرق بين رجليه.

قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين. ثم يقول له: قم. فيستوي قائما.

قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك، إلا بصيرة.

قال: ثم يقول: يا أيها الناس! إنه لا يفعل بعدي، بأحد من الناس.

قال: فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته: نحاسا، فلا يستطيع إليه سبيلا.

قال: فيأخذ بيديه ورجليه، فيقذف به. فيحسب الناس: أنما قذفه إلى النار. وإنما ألقي في الجنة".

فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "هذا أعظم الناس شهادة، عند رب العالمين"
).


(الشرح)

(عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: يخرج الدجال، فيتوجه قبله: رجل من المؤمنين. فتلقاه المسالح -مسالح الدجال-) جمع: "مسلحة". وأصله: موضع السلاح. ثم استعمل للثغر. وهو المراد هنا.

(فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج.

قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء.

فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم: أن تقتلوا أحدا دونه؟ [ ص: 441 ] قال: فينطلقون به إلى الدجال. فإذا رآه المؤمن، قال: يا أيها الناس! هذا الدجال الذي ذكره رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم. قال: فيأمر الدجال به: فيشبح. فيقول: خذوه، وشجوه).

فيه: الأول بشين معجمة، ثم باء موحدة، ثم حاء مهملة. أي: مدوه على بطنه.

والثاني: "شجوه" بالجيم. من "الشج". وهو الجرح في الرأس.

والوجه الثاني: "فيشبح" كالأول. "فيقول خذوه واشبحوه" بالباء والحاء.

والثالث: "فيشج". "وشجوه" كلاهما بالجيم.

وصحح عياض: الوجه الثاني. وهو الذي ذكره الحميدي، في الجمع بين الصحيحين.

[ ص: 442 ] قال النووي : والأصح عندنا: الأول.

(فيوسع ظهره): بإسكان الواو، وفتح السين. (وبطنه: ضربا. قال: فيقول: أما تؤمن بي؟ قال: فيقول أنت المسيح الكذاب.

قال: فيؤمر به، فيؤشر بالمئشار من مفرقه). هكذا الرواية: "يؤشر" بالهمز.

"والمئشار": بهمزة بعد الميم. وهو الأفصح. ويجوز تخفيف الهمزة فيهما. فيجعل في الأول: واوا، وفي الثاني: ياء.

ويجوز: "المنشار" بالنون. وعلى هذا؛ يقال: نشرت الخشبة.

وعلى الأول؛ يقال: أشرتها.

"ومفرق الرأس" بكسر الراء: وسطه.

(حتى يفرق بين رجليه. قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين. ثم يقول له: قم. فيستوي قائما.

قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك، إلا بصيرة.

قال: ثم يقول: يا أيها الناس! إنه لا يفعل بعدي، بأحد من الناس.

قال: فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل الله ما بين رقبته إلى ترقوته): بفتح التاء، وضم القاف. وهي "العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق".

[ ص: 443 ] (نحاسا، فلا يستطيع إليه سبيلا.

قال: فيأخذ بيديه ورجليه، فيقذف به. فيحسب الناس: أنما قذفه إلى النار. وإنما ألقي في الجنة.

فقال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "هذا أعظم الناس شهادة، عند رب العالمين").

قال القرطبي (في تذكرته): يقال: إنه "الخضر". وفيه بعد بعيد.

وقيل: رجل من أصحاب الكهف. وورد أنهم يكونون من أصحاب المهدي. انتهى.

قال السفاريني: وورد أنه لم يبق من الناس بلا فتنة من الدجال: إلا اثنا عشر ألف رجل، وسبعة آلاف امرأة. انتهى. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية