السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5234 باب: أول الآيات، طلوع الشمس من مغربها

وهو في النووي، في: (باب ذكر الدجال).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص77، 78 ج18، المطبعة المصرية

(عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنه؛ قال: حفظت من رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم حديثا، لم أنسه بعد؛ سمعت رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم يقول: "إن أول الآيات خروجا: [ ص: 453 ] طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى. وأيهما ما كانت قبل صاحبتها: فالأخرى على إثرها، قريب" ).

وفي الجزء الأول، في (باب بيان الزمن، الذي لا يقبل فيه الإيمان)؛ (عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ قال: "لا تقوم الساعة، حتى تطلع الشمس من مغربها. فإذا طلعت من مغربها: آمن الناس كلهم أجمعون. فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا ).

وفي رواية أخرى عنه، يرفعه؛ "ثلاث إذا خرجن: لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل. إلخ: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض" ).


(الشرح)

قال عياض: هذه الأحاديث على ظاهرها: عند أهل الحديث، [ ص: 454 ] والفقه، والمتكلمين (من أهل السنة)، خلافا لما تأولته الباطنية. انتهى.

قلت: وورد في بعض الأحاديث: أن أول الآيات: خروج الدجال.

وفي بعضها: أن أولها: طلوع الشمس من مغربها، كما هنا.

وفي بعضها: الدابة.

وفي بعضها: نار تحشر الناس إلى محشرهم.

وطريق الجمع -كما في كتاب الإذاعة-: أن خروج الدجال: أول الآيات العظام، المؤذنة بتغيير الأحوال العامة، في معظم الأرض. فلا ينافي؛ تقديم المهدي عليه. وينتهي ذلك بموت عيسى، عليه السلام، ومن بعده: من القحطاني وغيره.

وأن طلوع الشمس من المغرب: هو أول الآيات المؤذنة بتغيير أحوال العالم العلوي. وينتهي ذلك: بقيام الساعة، والدابة معها. فهي والشمس كشيء واحد.

وأن النار: أول الآيات المؤذنة بقيام الساعة، انتهى. ورجحه الحافظ "ابن حجر"، رحمه الله .

قال في (الإشاعة): وهذا جمع حسن.

قال: ويدل على ذلك: ما في بعض الروايات: "وآخر ذلك" أي [ ص: 455 ] الآيات: "نار تحشر الناس إلى محشرهم". انتهى.

قال الشيخ مرعي: وهذا كلام، في غاية التحقيق. انتهى.

وتمام الكلام على (أول الآيات والدابة): في كتابنا "الإذاعة". فراجعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية