السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5252 باب: تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة، فما يصل إلى فيه حتى تقوم

وهو في النووي، في: (باب قرب الساعة).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص91 ج18، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة - يبلغ به النبي، صلى الله عليه وسلم-؛ قال: "تقوم الساعة، والرجل يحلب اللقحة: فما يصل الإناء إلى فيه، حتى تقوم.

والرجلان يتبايعان الثوب: فما يتبايعانه، حتى تقوم.

والرجل يلط في حوضه: فما يصدر، حتى تقوم"
).


(الشرح)

(عن أبي هريرة رضي الله عنه، يبلغ به النبي صلى الله عليه) وآله [ ص: 495 ] (وسلم، قال: " تقوم الساعة، والرجل يحلب اللقحة: فما يصل الإناء إلى فيه، حتى تقوم. والرجلان يتبايعان الثوب: فما يتبايعانه، حتى تقوم. والرجل يلط في حوضه) هكذا هو في معظم النسخ: بفتح الياء، وكسر اللام، وتخفيف الطاء. وفي بعضها: "يليط" بزيادة ياء. وفي بعضها: "يلوط". ومعنى الجميع: واحد. وهو أن يطينه) ويصلحه.

(فما يصدر حتى تقوم) معنى هذه كلها -على اختلاف ألفاظها-: تقريب الساعة، التي هي القيامة. كما قال تعالى: وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب . والأحاديث في الباب لا تكاد تحصى،

ولا يعلم وقت مجيئها -مع هذا القرب- إلا الله سبحانه. وإنما أخفاه: لأنه أصلح للعباد، لئلا يتباطئوا عن التأهب والاستعداد له، كما أن خفاء وقت الموت: أصلح لهم وأنفع، والله أعلم.

اللهم! إنا قرأنا في القرآن، وروينا في أحاديث رسولك: أمر الساعة وقربها، وخفاءها، ولكن لا يذرنا أنفسنا الأمارة بالسوء، حتى نعود إلى التوبة الصادقة. فارحم بنا، وتفضل علينا، وهب لنا رحمة من عندك: نهتد بها إلى مرضاتك، ونقتلع عن موجبات سخطك، وتب علينا "إنك أنت التواب الرحيم"، واغفر لنا ذنوبنا كلها، يا أرحم الراحمين!

التالي السابق


الخدمات العلمية