السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
1747 كتاب الزهد والرقائق

وقال النووي : (كتاب الزهد).

باب: اللهم! اجعل رزق آل محمد قوتا

وهو في النووي، في:(الكتاب المذكور).

[ ص: 502 ] (حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص105 ج18، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "اللهم! اجعل رزق آل محمد قوتا" ).


(الشرح)

(عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: " اللهم! اجعل رزق آل محمد قوتا ").

وفي رواية: "اللهم! ارزق"

. وفي أخرى: "كفافا" .

معنى "قوتا": كفايتهم من غير إسراف. وهو بمعنى "كفافا". وقيل: هو سد الرمق.

وقيل: "قوتا" أي بقدر ما يمسك الرمق، من المطعم.

وقيل: "قوتا" يكفه عن الجوع، أو عن السؤال.

وهذا الحديث: علم من أعلام النبوة. وقد أجاب الله سبحانه هذا الدعاء، فإنك ترى "عترته" صلى الله عليه وآله وسلم (من زمنه، إلى زمننا هذا): ليس في أيديهم غير القوت: الذي لا يموت به صاحبه، [ ص: 503 ] والكفاف: الذي لا يستطيع دونه. ولم يسلم عليهم مملكة، كما حصلت لغيرهم.

ولم يقم فيهم : سلطنة على وجه يعتد به، وإن ظهر بعضهم على بعض القطر اليسير من الملك الكبير، والنادر كالمعدوم. بل هم أقل الناس معاشا، وأنزرهم قوتا، وأقصرهم كفافا: في أكثر الأزمنة والبلاد.

ولعل النكتة في بداية المنذري (رحمه الله): (كتاب الزهد) بهذا الحديث: تنبيه غير آل محمد، صلى الله عليه وآله وسلم: على إيثار القوت والكفاف، وتثبيتهم على الفقر والفاقة، وكف اللسان عن شكاية قلة الرزق والمعاش؛ لأنه إذا أريد بأفاضل الأمة وخيارهم: هذا الأمر، فكيف بمن هو مفضول، أو من الشرار؟ والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية