السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5101 باب : ما الدنيا في الآخرة : إلا مثل ما يجعل أحدكم الإصبع في اليم

وهو في النووي ، في : (باب فناء الدنيا ، وبيان الحشر يوم القيامة ) .

[ ص: 524 ] (حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 192 ج 17 ، المطبعة المصرية

(عن قيس ؛ قال : سمعت مستوردا -أخا بني فهر- ؛ يقول : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «والله ! ما الدنيا في الآخرة ، إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه -وأشار يحيى بالسبابة- في اليم . فلينظر : بم ترجع ؟ ) .


(الشرح)

(عن المستورد - أخي بني فهر - ؛ قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : والله ! ما الدنيا في الآخرة ) أي : في جنبها ومقابلتها ، (إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه وأشار يحيى بالسبابة - في اليم . فلينظر : بم يرجع ؟ ) ضبط بالتذكير في أكثر الأصول . وفي بعض النسخ : بالتأنيث .

(والإصبع ) : مؤنث ، وقد يذكر .

قال النووي : والأول - يعني بالتاء - أشهر .

[ ص: 525 ] قال : ومن رواه بالياء : أعاد الضمير إلى «أحدكم » . والتاء : أعاده على الإصبع ، وهو الأظهر .

ومعناه : لا يعلق بها : كثير شيء من الماء .

قال : وفي رواية : «وأشار إسماعيل بالإبهام » . هكذا هو في نسخ بلاد النووي . وهي (الإصبع العظمى المعروفة ) كذا نقله عياض ، عن جميع الرواة ، إلا « السمرقندي » ، فرواه : «البهام » . قال : وهو تصحيف .

قال القاضي : «ورواية السبابة » : أظهر ، من «رواية الإبهام » ، وأشبه بالتمثيل . لأن العادة : «الإشارة بها » ، لا بالإبهام . ويحتمل : أنه أشار بهذه مرة ، وبهذه مرة . «واليم » : البحر .

ومعنى الحديث : ما الدنيا - بالنسبة إلى الآخرة - في قصر مدتها ، وفناء لذتها : ودوام الآخرة ، ودوام لذتها ونعيمها : إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالإصبع ، إلى باقي البحر . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية